قام اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والإستراتيجي، بتحليل المشهد العسكري في جنوب لبنان وأشار إلى أن فشل جيش الاحتلال في تحقيق تقدم ملموس يعود إلى استراتيجية دفاعية محكمة اتبعها حزب الله خلال المواجهة. وأكد الدويري أن حزب الله عمل على الاحتفاظ بقواته في الجنوب اللبناني على مدى 18 عامًا ووضع خطة دفاعية تعتمد على تطويع الأرض لصالح قدراته العسكرية.

يشير الخبير إلى أن توزيع القوات كان مدروساً من قبل حزب الله حيث تتولى قوات محددة مهام القتال الثابت وتعمل قوى أخرى كقوة متحركة لدعم الفصائل وسد الثغرات. وبالرغم من دفع جيش الاحتلال بخمس فرق عسكرية في المعركة، إلا أن خطة دفاع حزب الله نجحت في صدها بفضل التحصينات المدروسة والقدرة على الاشتباك من المسافة صفر واستخدام الأسلحة الموجهة بفعالية.

وأثبتت خطة حزب الله فعاليتها حيث لم ينجح جيش الاحتلال في التقدم لمسافات كبيرة واضطر للتراجع بعدما بلغت أقصى حدود التقدم 4 كيلومترات فقط. وركز الدويري على التوازن الذي استعاده حزب الله بعد تعرضه لضربات مؤلمة مؤكداً على أهمية هذا التوازن في التحكم بالبعدين السياسي والعسكري وتعزيز قدرته على مواصلة المعركة.

توجهت إسرائيل بعد قصف متبادل مع حزب الله إلى توسيع نطاق الحرب في لبنان وشنت غارات جوية على مناطق مختلفة، بما في ذلك العاصمة بيروت، وبدأت غزوا برياً محدوداً في جنوب لبنان. وقد أسفر العدوان عن خسائر فادحة بوفاة 2865 شخصًا وإصابة 13047 آخرين بما في ذلك العديد من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح حوالي مليون و400 ألف شخص.

في ظل هذا السياق، يرى الدويري أن حزب الله نجح في إعادة التوازن في المنطقة بعد تعرضه لضربات قوية، وهو ما ساهم في تعزيز قدرته على الدفاع بفعالية. وبالرغم من خطاب الفشل المتكرر من جانب الجيش الإسرائيلي، فإن واقع الميدان يظهر بأن حزب الله استطاع تحقيق نجاح ملحوظ في صده لمحاولات التقدم الإسرائيلية وتحقيق تقدم بالعمليات الدفاعية المستمرة.

بالاعتماد على تحليل وتقييم الأوضاع العسكرية في جنوب لبنان من خلال نظرة الخبراء، يتبين أن حزب الله نجح في إعداد خطة دفاعية محكمة استندت إلى تطويع الأرض وتوزيع القوات بشكل مدروس، مما أدى إلى صد محاولات الاحتلال وتحقيق توازن في التواجد العسكري في المنطقة. وتظهر النتائج الواقعية بأن استراتيجية حزب الله نجحت في صدها وإعادة توجيه الهجمات بفعالية، مما يضع الجيش الإسرائيلي في موقف صعب ويستدعي إعادة النظر في خططه واستراتيجيته في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.