شهر رمضان المبارك هو شهر التواصل والتآلف وهو فسحة زمنية تتيح للصائمين الابتعاد قليلاً عن صخب الحياة اليومية وتعزيز التواصل مع العائلة والأصدقاء ومراجعة الذات. وقد يتحقق هذا التواصل من خلال تبادل المحتوى المرح خفيف الظل، مما يجعل الترفيه أداة بسيطة وقوية في آن معاً تساعد في تعزيز هذا التآلف بين الناس دون جهد وتثري أوقاتهم التي يقضونها سوياً.

وتعتبر الساحة الفنية الرمضانية هي الأكثر تنافسية، بدءاً من المسلسلات الدرامية التلفزيونية ذات الثلاثين حلقة التي تستقطب العائلات وحتى المحتوى القصير على الإنترنت. ومع وفرة المحتوى في هذا الوقت من العام بات شهر رمضان فرصة مثالية للعلامات التجارية لتعزيز ظهورها. لكن مع هذا الحجم الهائل من المحتوى، كيف يمكن للعلامة التجارية أن تبرز وسط هذا الكم الهائل من الأعمال وتصل إلى الجمهور المناسب في رمضان؟

وفي هذا العالم الذي يتيح للمستهلكين خيارات لا حصر لها باتت الأصالة هي ما يبحثون عنه. إذ إنها، إلى جانب زيادة الظهور، تساعد العلامات التجارية على بناء قاعدة من العملاء المخلصين الذين يشعرون بأنها تعكس تطلعاتهم. وبالرغم من أن الحضور الرقمي هو أمر أساسي لأصحاب العلامات التجارية والمعلنين، إلا أن المنشورات وحدها لا تحقق التميز. بل يعتمد الأمر بنحو أساسي على المحتوى الاستراتيجي المستهدف المصمم لزيادة تفاعل الجمهور الملائم والمتنوع، وهو ما يحدث فرقاً حقيقياً في هذا المشهد الرقمي المزدحم.

وفي السنوات الأخيرة، طرأ تغيير كبير على طريقة الإعلان عن العلامات التجارية والتسويق لها، لاسيما في كيفية استخدام العلامات التجارية لوسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز ظهورها والوصول إليها. ووضعت علامات تجارية عالمية مثل Duolingo معياراً جديداً من خلال تقديم محتوى فكاهي واستراتيجي معاً عبر «تيك توك»، حيث تحول رمز البومة الخاص بها إلى رمز محبوب جالب للحظ على نطاق واسع. وعلى الصعيد المحلي، حققت العلامات التجارية المحلية مثل The Giving Movement نجاحاً إقليمياً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المستهدفة والتسويق المؤثر، لتصبح لاعباً رئيسياً في مجال البيع بالتجزئة في غضون خمس سنوات فقط. وفي حين يعتقد كثيرون أن الحضور الناجح على الإنترنت يأتي من خلال اتباع الاتجاهات الشائعة ونشر المحتوى بنحو متكرر، إلا أن التسويق الفعال للعلامة التجارية يتطلب فهماً عميقاً لثقافة الإنترنت والفروق الثقافية الدقيقة والتواصل الحقيقي مع الجمهور، مما يتيح لها ترك انطباع حقيقي ودائم.

أخبار ذات صلة

 

وفي شهر رمضان يصبح هذا الأمر أكثر أهمية. فوفقاً لمشروع أبحاث رمضان والعيد 2024، الذي أجرته منصة «تيك توك»، أبدى 9 من كل 10 أشخاص رغبة قوية بالتواصل خلال الشهر الكريم، في حين فضّل 60% منهم التفاعل مع مجتمع رمضاني أوسع. وتؤكد هذه النتائج حاجة العلامات التجارية إلى الحفاظ على أصالتها وملاءمتها وتوافقها مع احتياجات جمهورها. وتقدم علامة شوكولا بستاني مثالاً بارزاً على ذلك. فقد استخدمت منصة «تيك توك» لزيادة مبيعاتها والتعريف بها خلال شهر رمضان والعيد من خلال استهداف المشاهدين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً في المملكة العربية السعودية والخليج بمحتوى خاص برمضان. وشهدت العلامة التجارية زيادة بنسبة 15% في عدد الزيارات على شبكة الإنترنت، ونمواً بنسبة 20% في المبيعات، مع ارتفاع بنسبة 35% في عدد المتابعين لها على منصة «تيك توك».

وتتمثل روعة المحتوى الرمضاني الذي تقدمه العلامات التجارية في أنه لا يقتصر على زيادة التعريف بالعلامة التجارية فحسب، بل يعزز أيضاً نمو أعمالها التجارية. ومع زيادة وقت المشاهدة بمقدار 2.5 مرة، تُظهر بيانات «تيك توك» احتمال أن يقدم واحد من كل شخصين على الشراء بعد مشاهدة المحتوى المستهدف. وقدمت حملة كولجيت الرمضانية لعام 2023 محتواها الترفيهي الخاص بالشهر بالشراكة مع عدد من صناع المحتوى لإظهار استمتاعهم بشرب القهوة أو الشاي دون القلق بشأن بقع الأسنان. ومن خلال السماح لصناع المحتوى بإضفاء طابع شخصي حيوي على قصة الحملة، ابتكروا حلقات مصغرة من الأعمال الرمضانية الشهيرة بما في ذلك الكوميديا والدراما. وبذلك ساهمت هذه الحملة المخصصة بتعزيز الإبداع وحققت نتائج رائعة. مع زيادة بنسبة 14% في معدل إكمال الفيديو، وزيادة بنسبة 7% في عدد النقرات، وزيادة معدل المشاركة لأكثر من الضعف، وأثبت هذا التعاون قوة المحتوى ذي الصلة في جذب الانتباه وتعزيز التفاعل بنحو ملحوظ.

وعليه، تعتبر الأصالة والتواصل في هذه الفترة الرمضانية أمرين أساسيين للعلامات التجارية التي تتطلع إلى التميز خلال الشهر الفضيل. فمع الزيادة الكبيرة في استهلاك المحتوى، فإن الالتزام بقيم العلامة التجارية والتواصل بصدق مع الجمهور هو أفضل طريقة للتميز وسط هذا الكم الهائل من المحتوى. ومن خلال التوافق مع روح الشهر الفضيل والتفاعل بطرق هادفة، يمكن للعلامات التجارية بناء علاقات أقوى وإحداث تأثير دائم وحقيقي.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version