حسن إصليح، صحفي فلسطيني من غزة، اختار أن يحمل كاميرته ويوثق المجازر والاعتداءات الإسرائيلية بحق أبناء القطاع منذ أكثر من عام ونصف.

ففي السابع من أبريل/ نيسان الماضي، أصيب حسن بجروح إثر استهداف مباشر نفذته قوات الاحتلال لخيمة الصحفيين في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث كان مع عدد من زملائه، وقد استشهد بعضهم في ذلك الهجوم، ونقل حسن حينها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

لكن الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى دوما لإسكات كل من يوثق جرائمه بحق أهل غزة، لم يكتف بمحاولته الأولى لاغتيال حسن، بل أصر على اغتياله وهو يتلقى العلاج داخل مستشفى ناصر الطبي في خان يونس، فجر اليوم الاثنين.

وكان آخر ما كتبه إصليح وهو يتلقى علاجه خبر عن قصف إسرائيلي استهدف مناطق في مدينة خان يونس جنوب غزة، ولكن لم يعلم أنه هو سيصبح الخبر.

فقد انتشر مقطع فيديو يوثق اللحظات الأولى لقصف قسم الحروق في مجمع ناصر الطبي واستشهاد الصحفي حسن أصليح، وانتشر خبر اغتياله بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي.

كما أظهرت مقاطع أخرى بقايا طائرة مسيّرة استهدف بها الاحتلال الإسرائيلي الصحفي الشهيد حسن إصليح أثناء تلقيه العلاج في قسم الحروق بمجمع ناصر الطبي في خان يونس.

وسادت حالة من الحزن والغضب إزاء الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة أهالي غزة، والاستهداف الممنهج للصحفيين.

ودون ناشطون أن دم الشهيد حسن إصليح يفضح ازدواجية المعايير الصارخة في العالم، حيث تجاهلت العديد من الحكومات والأنظمة قضية هذا الصحفي الملتزم بقضية شعبه والمحبوب في مجتمعه، رغم إعلان الاحتلال بوقاحة عن استهدافه ومحاولة قتله عند إصابته الأولى.

وأضافوا أن الأمر تكرر مع مئات الصحفيين والمواطنين الأبرياء، بينما العالم بأسره ينشط لنجدة جندي أسير تحتجزه المقاومة في غزة، وتغفل عن حرية شعب بأكمله يواجه العدوان.

وأشار مغردون إلى أن حسن يمثل مثالا للفاجعة اليومية التي يعيشها أهل غزة منذ أكثر من عام ونصف، شعب يعاني الجوع والإبادة وسط تخاذل وتواطؤ وصمت العالم الإسلامي والعربي.

وعلق آخرون: “حسن إصليح صاحب الكلمة الحرة الصلبة، وفضاح جرائم إسرائيل، من أوصل صوت أهل غزة من زملائه إلى كل مكان… اغتالته إسرائيل بعملية جبانة داخل مستشفى ناصر أثناء تلقيه العلاج من إصابته الأخيرة التي تعرّض لها في محاولة الاغتيال قبل شهر”.

وكتب بعض الفلسطينيين: “لم يستطع الاحتلال اغتياله حين قصف خيمة الصحفيين قبل أسابيع، فلاحقوه على سرير الشفاء في المستشفى. عدونا مجرم متعطش للدماء يكره أن يرانا أحياء”.

وأضاف هؤلاء أن حسن كان صحفيا شجاعا ورمزا للعطاء، عرفه الغزيون من السلك للسلك داخل القطاع، فحدود غزة كلها مسيجة بالأسلاك الشائكة.

وقال ناشطون إن روح حسن رحلت وبقيت كاميرته شاهدة على نضاله وعطائه وجرائم الاحتلال التي لا تغتفر.

وأعلن مكتب الإعلام الحكومي بغزة أن عدد الشهداء الصحفيين ارتفع إلى 215 صحفيا بعد استشهاد الصحفي حسن إصليح.

وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي زعم أن حسن إصليح “من عناصر لواء خان يونس في حماس”، كما زعم أنه شارك في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.