قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن جيش الاحتلال لم ينجح حتى الآن في التوغل داخل مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بفضل جهود المقاومة التي شكلت خطة مسبقة لمواجهة الاحتلال وتأخير تقدمه من خلال استخدام تكتيكات متقدمة توائم بيئة المعارك. وقد تمكنت المقاومة من فرض قتال استنزافي حول محيط جباليا باستخدام الكمائن وتكتيكات القنص والهجمات بعبوات ناسفة وأسلحة مختلفة. تركزت المعركة الحالية بين المقاومة وجيش الاحتلال على منطقة جباليا وتعتبر معركة حيوية بالنسبة لكل طرف.

تعتمد قوات الاحتلال على معدات ثقيلة مثل الجرافات والآليات الهندسية لمساعدتها في اجتياح المناطق السكنية التي يتواجد فيها المقاومة. بينما يعتمد نجاح المقاومة على توفير ملاذ آمن لمقاتليها واتقانها لعناصر الزمان والمكان والبنية اللوجستية التي تدعم صمودهم. كما يقوم الفريق بشن عمليات متكررة تسهم في إبطاء تقدم القوات الإسرائيلية وتشتيت جهودها.

يشدد العميد حنا على أن المعركة الحالية تمثل اختبارا للإرادة والإستراتيجية لكلا الطرفين، حيث يسعى جيش الاحتلال إلى تفريغ شمال القطاع من المقاومة بينما تعمل المقاومة على إفشال هذه الجهود بأساليب فعالة ومنظمة. وتعد المعركة حياة أو موت بالنسبة للمقاومة وتمثل تحديا حيويا لجيش الاحتلال الذي يسعى جاهدا للتوغل والسيطرة على المنطقة بالكامل.

وأشار الخبير العسكري إلى أن جيش الاحتلال قد أدخل “فرقة ناقصة” من القوات المدرعة والمشاة في معركة جباليا، مشيرا إلى أن الفرقة تضم أكثر من 10 آلاف جندي وتعتمد على معدات ثقيلة لتحقيق أهدافها في التوغل. وتستخدم المقاومة تكتيكات متقدمة مثل الكمائن والهجمات بالقذائف والعبوات الناسفة للدفاع عن مناطقها ولإعاقة تقدم القوات الإسرائيلية.

تؤكد العمليات الدائمة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي والمقاومة على أن المعركة في جباليا ليست سوى جزء من الصراع المعقد بين القوتين. وإن المقاومة تعتمد على تنظيم جيد وإستراتيجية متقدمة تساعدها في التصدي للتوغلات الإسرائيلية بفعالية. وبالرغم من الجهود المبذولة من كلا الجانبين، يبقى الصراع في غزة مستمرا ومعقدا ومحفوفا بالتحديات التي تشكل اختبارا حقيقيا للإرادة والقدرة العسكرية لكل منهما.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version