يرى المحلل الإسرائيلي يغيل ليفي في مقال نشره في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان ليست دينية، وإنما تعود إلى جذور علمانية عسكرية في الثقافة السياسية الإسرائيلية. يرى ليفي أن هذه الحروب ليست مدفوعة بمساعٍ دينية كما يظن البعض، بل تتصدرها مؤسسات عسكرية ومجموعات علمانية تسعى لتحقيق أهداف إستراتيجية.

يشير ليفي إلى أن القيادات العسكرية في إسرائيل التي تشرف على العمليات الجوية والاستخباراتية، بما في ذلك المشاريع التكنولوجية المتطورة، هي قيادات علمانية وليست مشحونة بالدوافع الدينية. يرى أن هذه القيادات تنتمي في معظمها إلى الوسط واليسار العلماني في إسرائيل، ومع ذلك كانت مسؤولة عن القصف المكثف في غزة خلال الحرب.

وينتقد ليفي “حماس الانتقام” لدى بعض أفراد الجيش الإسرائيلي، سواء كانوا من الفئات الدينية أو العلمانية، مشيرا إلى أن هذا يعكس مزيجا من القومية والميل العسكري الذي يخترق كل أطياف المجتمع الإسرائيلي. ويقول إن شعار “القضاء على حماس” الذي اعتمده العديد من الأوساط السياسية دفعت الحكومة إلى تبني أهداف غير واقعية من الناحية السياسية.

وفيما يتعلق بالإعلام، ينتقد ليفي وسائل الإعلام الإسرائيلية التي اتبعت بشكل أعمى أجندة الحرب وتجاهلت الأضرار التي لحقت بالمدنيين في غزة. يرى أن هذه التغطية الإعلامية تنبع من ثقافة عسكرية تضع الأولوية للقدرة العسكرية على حساب الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية.

أما بالنسبة للجبهة الشمالية، فيرى ليفي أن التصعيد مع لبنان لم يكن مدفوعًا بضغوط من وزراء اليمين المتطرف في الحكومة، بل جاء نتيجة للمنطق العسكري التقليدي الذي يفصل بين الأهداف العسكرية والسياسية. يؤكد على أن الحرب على غزة ولبنان ليست مجرد أداة في يد نتنياهو، بل تنبع من ثقافة سياسية علمانية تعمقت على مر السنوات.

ويختتم ليفي مقاله بتحذير بأن الطبقة العلمانية في إسرائيل يجب أن تتحمل مسؤولية الحروب التي تشنها الحكومة، وأن تواجه نفسها بشكل صريح وتتحمل المسؤولية عن النتائج الكارثية. يشير إلى أن تبرئة الذات لن تخفف من تبعات هذه الحروب على البلاد والمنطقة بأسرها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version