30/5/2025–|آخر تحديث: 10:24 (توقيت مكة)
قال مصدر عسكري سوداني اليوم الجمعة إن ما وصفها بمليشيا الدعم السريع قصفت أحياء سكنية في مدينة الأبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان، في حين قالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على منطقتين جنوبي المدينة.
واتهم مصدر عسكري سوداني قوات الدعم السريع بقصف مستشفى الضمان الاجتماعي بمدينة الأبيّض صباح اليوم عبر الطيران المسيّر، إلى جانب قصفها بالمدفعية الثقيلة أحياء سكنية بمدينة الأبيض.
وأوضح المصدر وقوع ضحايا يجري حصرهم، مشيرا إلى أن “مستشفى الضمان” مدني يضم أعدادا كبيرة من المرضى المدنيين.
كما قال مصدر طبي للجزيرة، إن مستشفى الضمان الاجتماعي بالأبيض خرج عن الخدمة مؤقتا عقب تعرضه لقصف بواسطة قوات الدعم السريع وتوقع المصدر استئناف عمل المستشفى بعد انتهاء الاحترازات الأمنية.
ولاحقا، قال مصدر بالجيش السوداني للجزيرة إن الجيش قصف بالمدفعية مواقع الدعم السريع شمال مدينة الأبيض.
من جهتها، قالت قوات الدعم السريع في بيان إنها سيطرت على منطقتي “الحمادي وكازقيل” جنوب مدينة الأبيض ذات الأهمية الإستراتيجية.
وأشارت قوات الدعم السريع أنها “ألحقت خسائر في صفوف الجيش السوداني واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد الحربي” وفق البيان.
وكان الجيش السوداني قد سيطر قبل أسبوعين على مناطق في ولاية جنوب كردفان في منتصف فبراير/شباط الماضي من بينها منطقة الحمادي التي تبعد عن مدينة الدبيبات بنحو 50 كيلومترا .
ويشار إلى أن قوات الدعم السريع كانت أعلنت أمس الخميس سيطرتها على مدن الدبيبات والحمادي بولاية جنوب كردفان ومدينة الخوي بولاية شمال كردفان بعد معارك عنيفة ضد الجيش السوداني.
بدورها، قالت مصادر في القوة المشتركة “لحركات الكفاح المسلح” إن القوات المسلحة السودانية مازالت تسيطر على مدينة الخوي بعد أن صدت موجات من هجمات الدعم السريع على المدينة.
كما أفادت مصادر محلية، للجزيرة بأن الجيش السوداني ما زال ينتشر في مدينة الحمادي بولاية جنوب كردفان، لافتة إلى أن وجود قوات الدعم السريع ينحصر في أطراف المدينة.
وقد نشر عناصر من الجيش والقوات المشتركة في وقت سابق مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي توضح انتشارهم داخل الخوي.
في المقابل، قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع، في منشور على منصة “إكس”، أمس إن الدعم السريع سيطر على مدينة الدبيبات، في ولاية جنوب كردفان، بعد معارك مع الجيش السوداني والحركات المتحالفة معه.
كما وثقت مشاهد، نشرها ناشطون ومنصات سودانية، وجود عناصر من الدعم السريع عند مدخل المدينة، وقرب مستشفى الدبيبات، بالمدينة التي قال الجيش إنه دخلها قبل أيام.
وكانت مصادر سودانية ميدانية قالت صباح أمس إن معارك عنيفة تدور بين الجيش وقوات الدعم السريع عند تخوم المدينة.
وسبق أن توعد إبراهيم جابر مساعد قائد الجيش السوداني بطرد ما وصفها بالمليشيا من كردفان ودارفور، قائلا إن ذلك سيتم كما حدث في سنار والجزيرة والخرطوم، مؤكدا أنه لا تفاوض مع الدعم السريع.
وكان الجيش السوداني والقوات المساندة له قد أعلنوا استعادتهم السيطرة الجمعة الماضية على منطقة الدبيبات الإستراتيجية، الواقعة على مفترق طرق يربط بين ولايات إقليم كردفان الثلاث.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من إعلان السلطات السودانية السيطرة بالكامل على ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض، وخلوهما من قوات الدعم السريع.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة بدأت تتناقص مساحات سيطرة قوات الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، الذي تمددت انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض.
وفي خطوة مفاجئة لجأت قوات الدعم السريع إلى تعبئة عامة، مستنفرة جميع الفئات المجتمعية في مناطق سيطرتها (ولايتي جنوب وشرق دارفور)، في مؤشر على التحديات الأمنية المتزايدة التي باتت تهدد مواقعها.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربا مستمرة بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح 13 مليونا، وتسبب بما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.