عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه بشدة من مشروع قانون يناقش في الكنيست الإسرائيلي حالياً يتعلق بوكالة الأونروا التي تعمل على تقديم المساعدة للاجئين الفلسطينيين. وأعرب الاتحاد عن دعمه لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لهذا الخصوص، محذراً من تداعيات وخيمة لهذا القرار قد تعرقل عمل الوكالة وحمايتها للاجئين الفلسطينيين. وحث الاتحاد الأوروبي إسرائيل على السماح للأونروا بمواصلة عملها المهم في قطاع غزة والضفة الغربية.
الكنيست الإسرائيلي صوت بالقراءة الأولى على ثلاثة مشاريع قوانين تصنف الأونروا كمنظمة إرهابية، مما أثار ردود فعل سلبية من الجهات المعنية. تمرير القوانين بالأغلبية في الكنيست يعني إعلان الأونروا منظمة إرهابية، وحظر عملها في إسرائيل بالإضافة إلى تجريد موظفيها من الحصانات القانونية التي يتمتعون بها كموظفي الأمم المتحدة. ينفي الأونروا المزاعم التي توجه لها بتقديم الدعم للإرهاب والكراهية، مؤكداً التزامها بالحياد وتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين.
إسرائيل توجه اتهامات لموظفي الأونروا بالمساهمة في حوادث العنف الأخيرة في القدس وتعمل على تشويه سمعة الوكالة، في حين تتعرض الفلسطينيين لأوضاع صعبة جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى، ودمرت بنية التحتية وأدت إلى انهيار اقتصادي وإنساني كبير.
مشاريع القوانين التي تصنف الأونروا كمنظمة إرهابية تمريرها في الكنيست يرجح أن يؤثر بشكل كبير على العملية الإنسانية التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين. وقد أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هذه الخطوة، ووصفتها بالباطل، معتبرة أنها تهديد للاستقرار والسلام في المنطقة. يعود مشروع القوانين للجان المختصة في الكنيست لإعداده لمراحل القراءتين الثانية والثالثة.
تصاعدت حاجة الفلسطينيين للمساعدة والخدمات التي تقدمها الأونروا خلال الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على غزة، مما يجعل العمل الإنساني الذي تقدمه الوكالة أكثر أهمية من أي وقت مضى. وتعمل الأونروا على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتقديم الدعم لهم في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهونها نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة عليهم.
يجب أن يأخذ المجتمع الدولي بعين الاعتبار الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون وضرورة تقديم الدعم لهم من خلال الوكالات والمنظمات الدولية المعنية. ويجب على إسرائيل أن تضمن السماح للأونروا بمواصلة أعمالها لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الخدمات الإنسانية الأساسية لهم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.