نجحت دائرة القضاء في أبوظبي في تسوية نحو 61.3 في المائة من النزاعات الأسرية التي عرضت على لجان التوجيه الأسري خلال عام 2023. بلغ عدد هذه النزاعات 15 ألفاً و667 نزاعاً، حيث تم تحويل 5969 حالة إلى المحاكم المختصة. تهدف هذه الجهود إلى تعزيز ثقافة التسامح والتوصل إلى حلول ودية للخلافات العائلية من أجل الحفاظ على استقرار الأسرة. وقد أكد وكيل دائرة القضاء في أبوظبي، سعادة المستشار يوسف سعيد العبري، على أهمية تعزيز الحلول البديلة كجزء من جهود الدائرة لتطبيق أفضل الممارسات والأساليب المبتكرة. يأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بتعزيز الجهود لاستقرار الأسرة والتماسك المجتمعي.
وأكد المستشار يوسف العبري استمرار دائرة القضاء في أبوظبي في تنفيذ مبادراتها لتعزيز ثقافة الحلول البديلة لإنهاء المنازعات والتوصل إلى اتفاقيات الصلح وحل النزاعات بالتراضي، دون الحاجة إلى المحاكم. تلك الجهود تعمل على تعزيز قيم التسامح والتعايش في بيئة يسودها الوئام والتفاهم والوفاق. كما تهدف إلى تحقيق العدالة ودعم المكانة التنافسية لإمارة أبوظبي. تعزز الدائرة هذه الجهود من خلال تنفيذ برامج توعوية متنوعة، وتنفيذ ورش عمل متطورة لتمكين الأسر من تجاوز الصعوبات التي تهدد استقرارها.
برنامج “الصلح خير” هو الذي ساهم في ارتفاع نسب التسوية الودية، حيث تم تنفيذ 47 ورشة توعوية أسرية في العام الماضي. استفاد من هذه الورش نحو 4 آلاف شخص، وهدفها رفع مستوى الوعي لدى الأسر ودعمهم في التعامل مع المتغيرات السريعة. يقوم الموجهون الأسريين في دائرة القضاء بدور محوري في تحفيز الأزواج على حل الخلافات والتوصل إلى اتفاق يرضي الجميع، من خلال جلسات توجيهية مكثفة تضم موجهين مختصين اجتماعيا ونفسيا وقانونيا. تهدف هذه الجلسات إلى بحث ومناقشة المشكلات بشكل شامل وتقديم الحلول المناسبة.
تحرص دائرة القضاء في أبوظبي على تعزيز الجهود الفاعلة في تقديم الدعم للازواج في الحفاظ على استقرارهم والتوصل إلى تسويات ودية للنزاعات. يأتي ذلك انفاذا لتوجيهات القيادة الرشيدة وتعزيز الثقافة القانونية والمساهمة في تعزيز الاستقرار الأسري والتماسك في المجتمع. تعتبر هذه الجهود جزءا من الجهود الوطنية التي تهدف إلى تعزيز قيم التسامح والسلامة في المجتمع الإماراتي.
في الختام، يمثل ترسيخ ثقافة التسامح وتشجيع التسوية الودية للنزاعات جزءاً هاماً من الجهود الرامية إلى الحفاظ على استقرار الأسر والمجتمع. تساهم جهود دائرة القضاء في أبوظبي في تعزيز هذه القيم وتمكين الأفراد من تجاوز المشاكل بشكل بناء يعزز التواصل والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع. تعتبر هذه الجهود جزءاً من الرؤية الاستباقية التي تهدف إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والتحول نحو مجتمع متماسك ومزدهر.
