ترجم الدكتور طه حسين قصة بعنوان زديج، للفيلسوف فولتير، الذي تناول فيها مسألة القضاء والقدر، ومكانة الإنسان وإرادته. القصة تدور حول شاب بابلي يدعى زديج، الذي تعرض لعدة محن واختبارات في بلاده وفي الأماكن التي زارها. بالرغم من تعرضه للشر دائمًا، إلا أنه كان يتقبله بالصبر والاحتمال. في النهاية، تم تتويجه ملكًا على الدولة البابلية العظمى، وتظهر من خلال هذه القصة قضية القدر كما يعتقد الشرقيون، ويبرز حلاً يتوافق مع فلسفة الحكمة الإلهية ودور الإنسان في العمل الصالح وتجنب الشر.

يلاحظ الدكتور طه حسين أن فولتير تأثر بالأدب الشرقي، وقرأ ترجمة لألف ليلة وليلة، مما دفعه لدراسة الشرق وكتابة قصص شرقية بارعة، منها قصة زديج. وتعتبر القصة وسيلة لفولتير لنقد الحياة الأوروبية والفرنسية، حيث ربط مدينة بابل بمدينة باريس، وقصر بابل بقصر باريس. لذلك، شكلت القصة جذبًا للفرنسيين في عصر فولتير وحتى اليوم.

يشدد النص على أهمية التعمق في الثقافة والتراث الشرقي، وكيف يمكن استخدامها في التعريف بالسعودية. كما يبرز أهمية النقد كوسيلة للتنوير والتطوير، وأن عدم خوفنا من التحليل والنقد هو ما يسهم في تعزيز الإبداع والتنوع في المجتمع. ويشير النص إلى الجمود الذي أصاب المجتمعات الشرقية نتيجة للحرمان من النقد والتنوير، مما يجعلهم ضعفاء أمام التأثيرات الخارجية، ويدعو إلى استعادة النقد والتنوير للارتقاء بالمجتمعات الشرقية.

بشكل عام، تبرز قصة زديج كشكل من أشكال النقد الاجتماعي والفلسفي، وتعكس حكمة حول دور الإنسان في مواجهة التحديات والابتلاءات، وكيفية توجيه حياته نحو الخير وتجنب الشر. كما تظهر أهمية النقد والتحليل في تحفيز الإبداع والتقدم، وتحذير من التبعية والجمود الفكري الذي قد يهدد تقدم المجتمعات. من الضروري الاهتمام بالتراث الثقافي والاجتماعي لتعزيز الانفتاح والتنمية في المجتمعات الشرقية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version