أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطت خلال فترة واقعة بين أبريل 2023 وأبريل 2024 دمارًا واسعًا في مدينة الجنينة في غرب دارفور، السودان. كانت أكثر الأحياء تضررًا هي “مخيم كريندق” للنازحين شرق المدينة، بالإضافة إلى حي الجبل غرب المدينة الذي تأثر أيضًا بشكل كبير من الأعمال العنيفة. الصور كشفت عن تدمير مخازن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، التي كانت تخدم النازحين في المنطقة.

شهدت مدينة الجنينة اشتباكات عنيفة خلال الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” منذ منتصف أبريل الماضي. يسيطر حاليًا قوات الدعم السريع على ٤ من عواصم ولايات دارفور الخمس، باستثناء الفاشر التي تضم مجموعات مسلحة متمردة أعلنت الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين وتجنب القتال.

يأتي هذا في سياق دخول الحرب عامها الثاني، حيث كانت الصور تظهر الدمار الهائل الذي حل بالمدينة وبمخيمات النازحين ومخازن الأمم المتحدة. تظهر الصور نسبة كبيرة من المنشآت المدمرة والتي تعرضت للخراب خلال الصراعات الدامية التي شهدتها المنطقة.

من الملاحظ أن المنطقة تعيش في حالة من التوتر المستمر، مع تدهور الوضع الإنساني وتفاقم المعاناة التي يواجهها السكان المحليون واللاجئين. ينبغي على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه هذه الأزمة الإنسانية واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العنف واستعادة الاستقرار في المنطقة.

يجب على الأطراف المتورطة في الصراع أن تتبنى حلولا سلمية وتعزيز التفاهم والحوار من أجل إيجاد حلول دائمة للصراعات القائمة. من الضروري تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب، وضمان توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين وبناء بيئة من الاستقرار والسلام في المنطقة.

يجب على المجتمع الدولي التعاون مع الأطراف المحلية والدولية لدعم الجهود الرامية إلى وقف النزاعات واستعادة الاستقرار في المنطقة. إن الحلول السياسية والاقتصادية المستدامة تعتبر السبيل الوحيد للخروج من دوامة العنف والدمار التي تشهدها الجنينة وغرب دارفور ولإعادة بناء المجتمعات المتضررة.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.