أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة “كان” التابعة للهيئة البث الرسمية الإسرائيلية أن نحو ربع الإسرائيليين فكروا في الهجرة للخارج خلال العام الماضي، نتيجة للأوضاع السياسية والأمنية المضطربة بعد “طوفان الأقصى” الذي شهدته المنطقة. وأظهر الاستطلاع أن 23% من الإسرائيليين فكروا في مغادرة البلاد بسبب هذه الظروف الصعبة، وأن 67% لم يفكروا في الهجرة، في حين امتنع الباقون عن الإجابة.
وفي نقاط أخرى من الاستطلاع، تبين أن 14% من مؤيدي الائتلاف الحكومي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو افكروا في الهجرة، بينما بلغت نسبة الذين فكروا في الهجرة وهم مؤيدي أحزاب المعارضة 36%. وأظهر الاستطلاع أيضاً أن العلمانيين أكثر ميلاً للهجرة مقارنة باليهود الحريديم (المتدينين).
وعلقت قناة “كان” تعليقاً على هذه النتائج، مشيرة إلى أن معدل الهجرة السلبية في إسرائيل كان مؤشراً حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة، حيث كانت أعداد المهاجرين تفوق أعداد الوافدين الجدد خلال السنوات الماضية. وأكدت القناة على أهمية التعامل بجدية مع هذه المشكلة التي تتجلى في زيادة عدد الإسرائيليين الراغبين في الهجرة.
وفي سابقة تاريخية، كشفت بيانات رسمية صادرة عن دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل عن ارتفاع ملحوظ في عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد للهجرة خلال السنوات الأخيرة. فقد ارتفع عدد المهاجرين ليبلغ أكثر من 40 ألف خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، بعدما هاجر نحو 55 ألفا و300 شخص في عام 2023. ويشير هذا الاتجاه إلى زيادة مستمرة في الهجرة السلبية، ما يعتبر تحدياً جدياً يتطلب التعامل معه بشكل فعال وسريع.
وتشير التوقعات إلى أن هذا الاتجاه ناتج عن الظروف الصعبة التي يواجهها الإسرائيليون بسبب الوضع السياسي والأمني المضطرب، وربما يكون له صلة بالحروب التي شهدتها المنطقة مؤخراً. بالنظر إلى هذا السياق، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تحتاج إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الظروف السياسية والاقتصادية للمواطنين، وبذل الجهود الكبيرة لمنع المزيد من الهجرة والحفاظ على سكان البلاد.