حذرت وكالة التصنيف الائتماني “فيتش” في تقرير نشر أمس من بطء الخطوات المتخذة نحو إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي، حيث ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العام الماضي بنسبة 1.8% مع نمو الناتج المحلي الإجمالي. وأشار التقرير إلى أن نسبة الانبعاثات مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي انخفضت بنسبة قليلة مما يعكس بطء عملية الإزالة، خاصة في الأسواق الناشئة.

وأوضح التقرير أن قلة الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة تعتبر أحد الأسباب الرئيسية وراء أداء الأسواق الناشئة الضعيف في هذا الجانب، وخاصة في البلدان الناشئة باستثناء الصين. وأكدت “فيتش” أن ضعف الإزالة في الأسواق الناشئة يثير قلقًا خاصًا نظرا لزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي بها بصورة أسرع وزيادة استهلاك الطاقة العالمي.

ومن جهته، أشار التقرير إلى أن المتوسطات السنوية لانخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لا تتوافق مع الانخفاض السنوي المطلوب لتحقيق أهداف صافي الصفر بحلول عام 2050، مما يعني أن الجهود الرامية لإزالة الكربون لا تتم بوتيرة كافية. وأكدت الوكالة على ضرورة التسريع في هذه الخطوات خاصة مع تحسن بعض الاقتصادات الكبرى.

ومن ناحية أخرى، تطرق التقرير إلى أهمية الاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة في الأسواق الناشئة كوسيلة لتحقيق الهدف المطلوب في إزالة الكربون. وأشارت الوكالة إلى أن الصين هي البلد الوحيد في الأسواق الناشئة الذي يستثمر بشكل كبير في هذا المجال، في حين أن بقية الأسواق الناشئة تعاني من نقص الاستثمار في هذه المشروعات.

بالإضافة إلى ذلك، أكدت “فيتش” على أهمية تبني استراتيجيات جديدة وأكثر فاعلية للتحول نحو استخدام الطاقة النظيفة والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وشدد التقرير على ضرورة تعاون الجميع من الحكومات إلى الشركات والأفراد لتحقيق هذا الهدف، وعلى أهمية الابتكار والاستثمار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة كوسيلة للحد من الانبعاثات وتحقيق التنمية المستدامة.

وفي الختام، أكدت وكالة التصنيف الائتماني على أنه من الضروري دفع عجلة الإزالة الكربونية بوتيرة أسرع خاصة في الأسواق الناشئة، وتبني سياسات ذكية لتحقيق أهداف صافي الصفر بحلول عام 2050، مع التركيز على الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة والاعتماد على التكنولوجيا البيئية للحد من انبعاثات الكربون وتحقيق التنمية المستدامة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version