بعد عام من حرب التدمير التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، أفادت الأمم المتحدة بتراكم أكثر من 42 مليون طن من الركام، مع بقايا مبان مدمرة. وتقول المنظمة إن هذا الرقم يعادل 14 مرة الأنقاض التي تراكمت في غزة بين 2008 وبداية الحرب. وتفوق هذا العدد خمس مرات كمية الأنقاض في الموصل بالعراق بين 2016 و2017. تقول الأمم المتحدة إنه من المهم التعامل مع هذا الحطام بسرعة، وتسعى لتقديم المساعدة في هذا الصدد.

مجموعة عمل بقيادة الأمم المتحدة تستعد لبدء مشروع تجريبي في غزة لإزالة الحطام من الطرق في خان يونس ودير البلح. ويصف رئيس مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التحديات كبيرة، ويشير إلى أهمية البدء السريع في عملية إزالة الحطام. وفي هذا السياق، يروي واحد من السكان محنته مع تراكم الحطام، حيث يقوم بجمع قطع السقف المتساقط من منزله المدمر ويستخدمها في صنع شواهد قبور للضحايا.

عمل الحفر والإزالة يعد بالشاق والكئيب، خاصة بالنظر إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها السكان في ظل تشرد وتدمير الممتلكات. ويعيش السكان من مأساة لأخرى، حيث يجدون أنفسهم يقومون بإنشاء قبور لذويهم الذين فقدوا أثناء الحرب. وتظل التحديات كبيرة وتتطلب عملية إزالة الحطام جهودا كبيرة ومستمرة لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المتضررة.

تعكف الأمم المتحدة على تقديم المساعدة والدعم لسكان غزة في هذه المرحلة الصعبة، وتحث السلطات المحلية على التعاون والتنسيق من أجل تقديم الدعم اللازم لعملية إزالة الحطام. ومن المهم تحمل المسؤولية والتصدي للتحديات بروح العمل الجماعي والتعاون، حتى يتمكن السكان من بناء مستقبل أفضل على أرض الأنقاض والدمار. تحث الأمم المتحدة على التضافر والتعاون للخروج من هذه الأزمة وبناء مجتمع أقوى وأكثر إزدهارا في غزة.

والأمم المتحدة تؤكد على أهمية البدء الفوري في عملية إزالة الحطام وإعادة الإعمار في مناطق الدمار، لتحقيق التعافي والاستقرار في المنطقة. وتعد هذه العملية تحديا كبيرا يتطلب تعاونا دوليا وجهودا مشتركة من كل الجهات المعنية، لتخطي الصعوبات وإعادة بناء البنية التحتية وتأمين حياة كريمة للسكان. ومن المهم بذل الجهود للوصول إلى حلول دائمة وفعالة للمشاكل الإنسانية التي يعاني منها السكان في غزة بسبب الحروب المتكررة والدمار الهائل الذي يتركها وراءه.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.