على الأرجح أن الجميع لهم ذكريات لا تنسى مع «العيدية»، إذ لها تاريخ قديم منذ عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في سنة 515 للهجرة وكانت تسمى «التوسعة»، والهدف منها استمالة قلوب المصريين نحو الحكم الفاطمي، إلا أنها تمددت وأخذت وضعها الأقوى في عهد المماليك وكان يطلق عليها «الجامكية» وتعني ملبسا جديدا أو كسوة جديدة، تدرجت بعدها وتحولت إلى ثقافة عامة يعطيها رب الأسرة لجميع أفراد الأسرة الصغيرة أو الممتدة.
قد تشكل العيدية عبئاً على ذوي الدخل المتوسط والمحدود؛ إلا أن لها ميزة كونها غير إلزامية، فكل شخص يتكيف معها كيف يشاء حسب قدرته وإمكانياته، وجميع هذه المناسبات تعدّ فرصة للتعليم والتوجيه.
للعيدية آداب موجهة للبالغين أولاً، من أهمها:
ـ توخي العدل في إعطاء العيدية إذا كان الأطفال تقريباً بنفس العمر وبنفس ظرف الزمان والمكان، حتى لا تنقلب الفرحة لعقدة نفسية.
ـ لا بأس من تفاوت العيدية للمراحل العمرية المختلفة ومن الممكن توضيح السبب للأطفال فهم يدركون ويفهمون.
ـ حث الطفل على احترام هذا المال، دون الاستحواذ على هذه العيدية للاحتفاظ بها فللامتلاك متعة يشعر بها الطفل أيضاً.
أما فيما يخص الآداب المتعلقة بالطفل؛ فهي فرصة للتدريب والتعليم:
ـ العيدية لا تُطلب هي تُعطى هبة.
ـ مهم جداً أن يخبر الطفل أحد الوالدين بمقدار العيدية التي حصل عليها.
ـ التشاور حول العيدية مع الوالدين والتخطيط لها.
ـ تعويد الطفل على تقديم الشكر والامتنان لمن يعطيه عيدية مهما كان قدرها.
ومن الذكريات التي لا أنساها في طفولتي مع رفيقاتي صباح العيد؛ كانت أعيننا تلمع عند رؤية شخص كبير أو مسن قادم وكأنه فريسة جيدة للحصول على العيدية.
وأخيراً.. كل مشاهد العيد قد تتغير إلا مشاهد الطفولة، فهي التي تعطي العيد رونقاً وجمالاً خاصاً.
دامت أيامكم وأعيادكم باليُمن والمسرات.
أخبار ذات صلة