سيمضي زمان الماء للأحلام وسيبقى صوت الناي يصافح شمس اليوم الذي يروي قصة موت قديم. سيظل القلب يجاورنا كالصخر في ظل الصمت، وستتراجع الحياة في عيون الخلق على حواف الظل، تحذرنا بأن النص قد وقع ولم يتم إسقاطه. الحروف تنقل لنا صفحات الشك والخطر، فليكن رحيلك رداً للنور ومجيئك زاداً من الألم.

بينما نحن نتأمل في رحيلك ومجيئك، نتساءل هل كان صوتك العذب لا يفعل إلا أن يحمل الحكايات للسماء ويعبر الجسر المضاء؟ هل كنت ترتدي جناح النار وتأتي لتغني في الفضاء؟ النجم المأسور يرجو العودة، ويدعو الذاهبين ليرجعوا ويقطفوا من الزهور ما يزين الحجر ببريق.

كيف يمكن للرؤى المظلمة وموجات الماء أن تهز الوتر القاسي وهو يعلو ويخفو؟ في ضوء ضعيف يطفئ البريق، فكيف يمكن للرؤى والجروح أن تمتلئ بنبض مختنق في موسم مليء بالألم والصمت؟ في كل هذا، فليكن رحيلك بين نبض الريش في عمق الليل وأغنية تروي كل من يقترب.

كنا.. وكان كل ما كنا هو ظلال عابرة تقنعنا بالمأساة وترقص في مديح العويل. من يحمل قميص الحلم المشطور؟ من سيحتضن الهوى ويقترب وسط اقتراب الوقت؟ كنا وكان شهابٌ يسقط ويضيء في مرايا المستحيل، والآن نرى في وهج البياض ونبات الرفض وشعاع الأمل وعلى صهوة الأخضر نبحث عن معارك النور. هذا هو الذي يزحف في دهاليز الفجر الجميل ويحترف الغناء في سكون الإصغاء، صيغة من أحزان الشتاء.

كنا.. وكان وجهي على نهر الدماء الطافي، يطفو مثل وردة الموت وشهقة لهب الزمان. تفضلت أن أصغي لرصاصة تشق صدري، تعلو صوت الحرية مع أذان الخلاص. يبقى السؤال: كيف يمكن لتلك الرحلة أن تنتهي؟ هل ستذهب مع شمس الغروب بينما ننتظر فجر يُعيد الحياة والأمل؟ أم سنظل نسمع صدى صوتك يرنو إلينا كالناي الذي يصافح الشمس؟.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version