نوّه عضو مؤتمر الحوار الوطني السوري أمير الدندل، بجهود السعودية في دعم الشعب السوري، مؤكداً أنها كانت سباقة في الوقوف إلى جانب السوريين. ودعا الدندل؛ وهو أحد شيوخ عشائر العكيدات في دير الزور، في حوار مع «عكاظ»، الدول العربية إلى أن تحذو حذو السعودية في التعامل مع الإدارة السورية الجديدة، باعتبارها دولة قيادية مؤثرة ولها وزنها الإقليمي والدولي. وتوقع تنامي العلاقات بين الرياض ودمشق خلال المرحلة القادمة.

وطرح الدندل فكرة جديدة في المشهد السياسي السوري، تتمثل في التوجه نحو «الملكية الدستورية»، معتبراً أنها الحل لكي تمر سورية من كل التحديات التي تواجهها في المرحلة الحالية، وفيما يلي نص الحوار:

• بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد، وتولي الإدارة الجديدة، كيف ترى التحديات التي تمر بها سورية؟

•• لا شك أن سورية اليوم تمر بمرحلة حساسة منذ تاريخ الاستقلال عن فرنسا 1946م، وهي الآن في مرحلة تشكل جديدة بعد حكم البعث التسلطي لنحو 60 عاماً، وبالتالي ثمة تحديات كبيرة تواجهها على المستوى الداخلي والخارجي، وعلى رأسها العامل الاقتصادي وإصلاح المؤسسات، أو ربما يمكن القول إعادة بناء المؤسسات، إضافة إلى الحاجة إلى تعميق الحوار الوطني والمشاركة السياسية لكل السوريين وهذا ما تسعى إليه الإدارة الجديدة.

لكن أبرز التحديات اليوم هي التحديات الخارجية من حيث التعامل الدولي مع الإدارة الجديدة، خصوصاً من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفي حال بدأت هذه الدول التعاون مع سورية، فإنها على الأرجح ستتجه إلى مسار آخر سيفاجئ الجميع في المنطقة.

مزيد من النمو في المستقبل

• ماذا عن مواقف الدول العربية؟

•• من الواضح أن الدول العربية لا تزال تراقب الوضع في سورية. وبكل صراحة تراقب الإدارة الجديدة، لكن من وجهة نظري أرى أن على الدول العربية الإسراع بالالتفاف حول القيادة الجديدة ودعمها؛ لأن نجاح هذه القيادة سيكون له تأثير كبير على المنطقة بشكل إيجابي، ولا ننسى أن سورية تريد بكل قوة عمقها العربي وهي تعمل من أجل ذلك، لذلك رأينا موقف المملكة المشرف والداعم للإدارة الجديدة وللشعب السوري وقيادة الرئيس أحمد الشرع، ونأمل أن تحذو الدول العربية حذو السعودية؛ باعتبارها دولة قيادية مؤثرة ولها وزنها الإقليمي والدولي، ودعني أقول لك إن الشعب السوري يكن كل الاحترام والتقدير لدور المملكة قيادة وشعباً، لذلك أرى أن العلاقة بين البلدين سوف تتجه إلى مزيد من النمو في المرحلة القادمة.

• هل ترى أن سورية المعروفة بالصراعات السياسية قادرة على أن تستقر، وما هي برأيك وصفة الاستقرار؟

•• سورية مرت خلال الـ14 عاماً الماضية بظروف صعبة وصراعات سياسية وعسكرية على المستوى الداخلي والإقليمي، وبعد سقوط نظام الأسد، باتت للشعب السوري فرصة ذهبية من أجل الحفاظ على دولته، وهذا لا يكون إلا بالتفاهم حول شكل النظام السياسي الذي يحكم البلاد، ولا ننسى التوافق الإقليمي وإرسال رسائل مطمئنة؛ مفادها أن سورية لم تعد في محور الشر، وتريد أن تكون دولة طبيعية تتعايش بإيجابية مع دول الجوار، وأرى أن ذلك ممكن بوجود شخصية مثل السيد أحمد الشرع.

أما شكل النظام السياسي، فأنا أرى أن سورية يمكن أن تستقر من خلال نظام حكم ملكي دستوري، بحيث يتمكن الرئيس الشرع من تجاوز المرحلة الانتقالية، التي تم تحديدها من 3 إلى 5 سنوات، ومن ثم العمل على ملكية دستورية من شأنها أن تجلب الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني إلى سورية وتبدد كل المخاوف من أن تتحول سورية إلى دولة ذات مصدر خطر.

الحل الأفضل لسورية

• لكن طرح الملكية الدستورية بعد حكم جمهوري على مدى عقود ستكون له ردة فعل كبيرة؟

•• لا أعتقد ذلك، على العكس الملكية الدستورية الآن هي الحل الأفضل لسورية، نحن عانينا من حكم الجمهوريات الكاذب في سورية على مدى عقود، والآن هذا الحكم بكل صراحة يلقى قبولاً في الأوساط الاجتماعية السورية، خصوصاً من العشائر العربية التي من الممكن أن تدعم مثل هذا الحكم.

لا بد من المصارحة السياسية، والقول إن الملكية الدستورية هي الحل في سورية، وأعتقد أن الكثير من الدول ستؤيد هذه الفكرة.

وبالتالي فإن الملكية الدستورية تعطي الرئيس القدرة على الحكم وإدارة البلاد والابتعاد عن الصراعات السياسية، وسيتفرغ الرئيس لترتيب القضايا الإدارية والاقتصادية، كما أنها تؤسّس لعلاقات إقليمية متوازنة على المدى البعيد مع دول جوار سورية، مع ضمان الحريات السياسية والتنمية الاقتصادية التي تمكن الشعب السوري من النهوض بنفسه مجدداً.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version