تقدم الأكاديمي والكاتب الموريتاني الدكتور محمد المختار الشنقيطي بمبادرة لإطلاق سراح أسرى الحرب في اليمن، حيث طالب الحوثيين بالتصرف كرجال دولة وبإطلاق بعض السجناء السياسيين في اليمن، خصوصا السياسي الدكتور محمد قحطان من حزب “التجمع اليمني للإصلاح”. وقد تلقى استجابة من رئيس لجنة شؤون الأسرى بجماعة الحوثي عبد القادر المرتضى، الذي طلب منه الوساطة في موضوع الأسرى والمفقودين بالاتفاق على صفقة تبادل الأسرى والمعتقلين من الطرفين.
وأشار الشنقيطي إلى أنه بدأ بالفعل في التواصل مع الطرفين واقترح عليهما تقديم معلومات حول اثنين من أبرز الأسرى، وهما الدكتور مصطفى المتوكل من جهة الحوثيين، والدكتور محمد قحطان من جهة حزب الإصلاح، لإطلاق سراحهما. ورغم استجابة “الإصلاح” بشأن المتوكل، إلا أن الحوثيين رفضوا توفير معلومات حول قحطان. وأعرب الشنقيطي عن أمله في استجابة الطرفين لمبادرته الشخصية، التي حصلت على تفهم من الأطراف اليمنية ولكنها تعثرت.
المبادرة التي قدمها الدكتور محمد المختار الشنقيطي تأتي في سياق الجهود المبذولة لإنهاء الصراع في اليمن وإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تشهدها البلاد. وتسعى المبادرة إلى تخفيف العبء عن الأسرى والمعتقلين من الطرفين وتشجيع الحوثيين وحزب “التجمع اليمني للإصلاح” على التعاون من أجل تحقيق هذا الهدف الإنساني النبيل.
يعكس رد فعل “الإصلاح” الإيجابي تجاه مبادرة الشنقيطي استعداد الأطراف اليمنية للتعاون والمساهمة في حل القضايا الإنسانية الملحة. في حين رفض الحوثيون توفير معلومات حول أحد السجناء، مما يظهر وجود عقبات قد تعترض تقدم المفاوضات وعملية الإفراج عن الأسرى. ومع ذلك، فإن استمرار التواصل والمحادثات بين الأطراف المتصارعة قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق التقدم المطلوب في هذا الصدد.
بشكل عام، تعتبر هذه المبادرة خطوة إيجابية نحو إيجاد حل سياسي وديمقراطي للصراع في اليمن، وتسليط الضوء على الوضع الإنساني الصعب الذي يواجهه الشعب اليمني بسبب الحرب والانقسامات السياسية. ومن المهم أن تستمر الجهود الدولية والإقليمية في دعم هذه المبادرات الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في اليمن وتحقيق العدالة للأسرى والمعتقلين. ويبقى الأمل معلقا في أن تتجاوز العقبات وتنجح هذه المبادرة في تحقيق أهدافها النبيلة في خدمة الإنسانية والسلام في اليمن.