المسرح هو أحد أقدم الفنون وأولها منذ زمن الإغريق والرومان، ويُعد الجنس الأدبي الأحدث نسبياً مقارنة بالشعر في المجتمعات العربية. في منطقة الخليج، انتشرت الفنون المسرحية من خلال حفلات التمثيل التي كان يقوم بها طلبة المدارس وفرق الكشافة وسهرات الأندية الرياضية. تاريخ المسرح في المملكة العربية السعودية يعود إلى المسارح المدرسية بدايةً، حيث شهدت البدايات الأولى في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ومحاولات فردية لتأسيس مسرح سعودي بدءاً من عام 1932.

بعد ذلك، بدأت المسرحية السعودية بالتأثير والتألق حوالي عام 1958، حيث برزت جهود الشيخ القصيمي صالح بن صالح والممثل الموهوب عبدالعزيز الهزاع. تأسست العديد من المسارح السعودية في مختلف المدن مثل مكة المكرمة والأحساء، بفضل جهود الأديبين والفنانين والمبدعين الذين كتبوا وأخرجوا مسرحيات عديدة تعكس التطور الفني والثقافي في المملكة.

مع ظهور التلفزيون وتأسيس مسرح الإذاعة والتلفزيون، وتغيرات اجتماعية وثقافية في السبعينات والثمانينات، زادت شعبية المسرح بين الجمهور ونمت المواهب والأعمال الجديدة. انتقلت التجربة المسرحية السعودية من المسارح الخاصة إلى العروض العامة المستقطبة لجمهور أوسع، كما ظهرت أول مسرحية على الجمهور السعودي في الرياض في عام 1973 من إخراج إبراهيم الحمدان.

مسرح الطفل يعتبر مهماً لغرس القيم في نفوس الأطفال وتعريفهم بتراثهم ومجتمعاتهم. بدأ مسرح الطفل في السعودية في عقد السبعينات بفضل المسرحي عبدالرحمن المريخي، الذي كتب وأخرج العديد من المسرحيات الناجحة التي تلقى قبولاً واسعاً بين الجمهور. المريخي كان رائداً في تجاوز الأخلاقية والتعليمية في مسرح الطفل إلى البهجة والإمتاع والتجربة، واستطاع خلق مسرحيات تلامس قضايا وأحلام الأطفال وتساعدهم على التفكير بعمق.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version