في الذكرى السنوية الأولى لعدوان إسرائيلي على قطاع غزة، تستمر الشوارع في القطاع في احتضان جثامين الضحايا مما يعكس الألم الذي يعانيه أهالي القطاع. أمثال آمال الأسود من حي الشيخ رضوان تزور يوميا القبر الذي دُفن فيه زوجها وصهرها اللذين قضيا خلال غارة جوية إسرائيلية. تعبر آمال عن شوقها لزوجها وتأمل في أن يكونان يسمعانها. تقول إن زوجها وصهره خرجا لمساعدة شخص آخر واستهدفا بالصاروخ على طريق العودة.
عندما تعذر الوصول إلى المقابر الرسمية بسبب القصف المستمر، اضطرت العائلات مثل آمال لدفن أحبائها في مقابر مؤقتة في ساحات المنازل والملاعب وحتى على الأرصفة. ووفقا لإحصائية صادرة عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، خلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية. وأصبحت هذه المقابر رمزا للمأساة الإنسانية التي يعيشها أهالي القطاع.
عائلات أخرى في شمال غزة تنتظر فرصة نقل جثامين أحبائها إلى مقابر رسمية، ولكنهم يواجهون عقبات من بينها اكتظاظ المقابر وصعوبة التنقل بسبب القصف والدمار. ويعاني أهالي غزة، بالإضافة إلى القصف المستمر، من تهديدات أخرى مثل الكلاب الضالة التي تهدد قبور الشهداء.
على الرغم من كل العواقب البشعة التي يتعرض لها أهالي غزة جراء العدوان الإسرائيلي، يستمر العدوان بدعم أميركي مطلق، مخلفا وراءه أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطيني، بينهم العديد من الأطفال والنساء. ورغم المطالبات الدولية بوقف العدوان وتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، إلا أن إسرائيل تتجاهل هذه الدعوات مما يجعل حياة أهالي غزة في حالة من المأساة المستمرة تتخطى حدود الحياة إلى الموت أيضا.