خلال عام من الإبادة الجماعية في قطاع غزة، شهدت العديد من الاستهدافات الإسرائيلية توجها للكوادر الفلسطينية البارزة من الأكاديميين والأطباء والمهندسين وخبراء تكنولوجيا المعلومات. وقد أدى هذا الاستهداف المتواصل إلى تهديد البنية الثقافية والأكاديمية في القطاع المحاصر، مما يعتبر عائقا للتنمية والتقدم في المنطقة. وقد اعتبر رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن هذا الاستهداف يأتي ضمن نمط ممنهج من قبل الجيش الإسرائيلي، ويشير إلى وجود رؤية إسرائيلية تستهدف العقول الفلسطينية بشتى صورها.
وحسب آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع الفلسطيني، فإن الدمار الذي ألحقته إسرائيل بالجامعات والمدارس والبنية التحتية الثقافية في غزة كان كبيرا، حيث دمرت جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 125 مدرسة وجامعة بشكل كامل، و337 بشكل جزئي منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023. وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن أكثر من 130 من العلماء والأكاديميين والباحثين قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية، وتسببت الاعتداءات في مقتل أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطيني.
وفي هذا السياق، وثقت وسائل الإعلام أبرز الشخصيات الأكاديمية والطبية وخبراء تكنولوجيا المعلومات الذين استشهدوا خلال الحرب، مما تسبب في خسائر كبيرة في القدرات البشرية والمهنية في القطاع. ومن بين الشهداء البارزين نجد سفيان تايه، عالم فيزياء فلسطيني ورئيس الجامعة الإسلامية، وكذلك عدنان البرش، أستاذ كلية الطب بالجامعة الإسلامية، وناصر أبو النور، عميد كلية التمريض بنفس الجامعة والعديد من الشخصيات الأخرى التي قضت جراء القصف الإسرائيلي.
وعلاوة على ذلك، تم توثيق استهداف عدد من خبراء تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات البارزين، مما تسبب في فقدان مهاراتهم وخبراتهم في هذا المجال الحيوي. ومن بين الشهداء البارزين في هذا المجال نجد هيثم النباهين، مهندس برمجيات، وطارق ثابت، مدير برامج “حاضنة يوكاس” التكنولوجية، وبراء السقا، مهندس برمجيات، وغيرهم من الشخصيات البارزة التي فقدت حياتها بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي الختام، يشير هذا الاستهداف الممنهج الذي تعرضت له الكوادر الأكاديمية والطبية وخبراء تكنولوجيا المعلومات في قطاع غزة إلى مدى الجريمة الإنسانية والثقافية التي ارتكبتها إسرائيل خلال حرب الإبادة. ويجب على المجتمع الدولي الوقوف بجانب الفلسطينيين المظلومين والضغط لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي.