بعد مرور عام على معركة طوفان الأقصى، ما زالت الذاكرة تحتفظ بتلك اللحظات التاريخية التي شكلت نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي. ففي ظل الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها قطاع غزة، تظل ذكرى تلك المعركة حية في ذهن الفلسطينيين والعرب كأحد أبرز الخطوات نحو التحرير والاستقلال. رغم قتامة المشهد والألم، لا يمكن إنكار الإنجازات التي حققتها المقاومة خلال هذا العام، مثل استمرارية حركة حماس في مواقعها وراسختها رغم محاولات القضاء عليها من قبل إسرائيل.
ومن الملاحظ أن الهوس الإسرائيلي بمواجهة المقاومة في ذكرى طوفان الأقصى والسابع من أكتوبر، يظهر بوضوح من خلال تحصين الجيش الإسرائيلي لمواقعه داخل قطاع غزة وتوسيع المحاور الاستراتيجية لمواجهة أي وضع طارئ. وعمليات الاحتلال في شمال القطاع تؤكد على تمكن المقاومة الفلسطينية من كسر الوعي الإسرائيلي وعدم دقة تصريحاتهم بشأن هزيمتها.
وتجمع آراء المراقبين على أن حماس أحبطت مخططات إسرائيل وأدخلتها في مربع رد الفعل والاستنزاف المتدحرج. وبعد مرور عام من الحرب، شوهد تدحرج رؤوس كثيرة في إسرائيل، مما أدى إلى استقالات لعدد من المسؤولين العسكريين. وفي الجانب المقابل، حافظت حماس على راسختها وتأسيسها لإعادة ظهورها بقوة.
ورغم استمرار الحرب وعدم الحسم حاليًا، تظهر المؤشرات أن الميزة تتجه نحو المقاومة بفضل استراتيجية الاستنزاف التي تتبعها في مواجهة الاحتلال. ومن المهم ملاحظة تأثير الحاضنة الشعبية على استمرارية المقاومة، حيث تكبر حاضنة المقاومة في فلسطين مقابل تدهور الأوضاع في الجانب الإسرائيلي.
إذًا، يمكن التأكيد على إبداع المقاومة في غزة وقدرتها على استمرار الصمود والخوض في المعركة. ورغم التدمير الذي تعرضت له غزة، فإن المقاومة ما زالت تمتلك القدرة على تكبيد العدو خسائر جديدة. ومع تقدم الزمن، يظهر أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه تحديات في مواجهة هذه الحركة الصلبة والتي تتمتع بدعم شعبي قوي في ظل الانقسام في المجتمع الإسرائيلي.
وفي الختام، يبرز الفارق الواضح بين حاضنة المقاومة وحاضنة الاحتلال في قدرتها على الصمود وتحمل تبعات الحرب. ومن المهم أن نعيد النظر في أهمية الحاضنة الشعبية كعنصر أساسي في الصمود والتحدي للقوات العسكرية والسياسية في ظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.