أكد معلمون في مدارس حكومية وخاصة أن الطلبة في المراحل التعليمية المختلفة يظهرون ميلاً متزايداً لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في عرض مشاريعهم الدراسية، وشرح أفكارهم، لافتين إلى اكتسابهم مهارات متقدمة، ستسهم في اختصار جزء كبير من مشوارهم التعليمي. وأوضحوا أن البرامج الذكية أصبحت أداة رئيسة من أدوات التعليم، ما سيسهم في إحداث قفزة كبيرة في المهمات الدراسية عموماً. وذكروا أن «اعتماد الطلبة وأولياء أمورهم على الأدوات الرقمية الحديثة سيكون له دور كبير في تعزيز التنافسية بينهم، إذ تتيح هذه الأدوات والتقنيات الحديثة لهم تقديم أفكارهم ومشاريعهم بأساليب تفاعلية وجذابة، ما ينعكس إيجاباً على مستوى أدائهم الأكاديمي وشخصياتهم».
ذكرت إدارية في مدرسة خاصة، عائشة محمد، أن أدوات وبرامج الذكاء الاصطناعي، أسهمت في إعادة صياغة طرق تقديم المشاريع الدراسية، حيث «أصبح الطلبة يستخدمون تطبيقات متقدمة مثل برامج الرسوم المتحركة، والتقديم التفاعلي، وغيرهما من الأدوات التي تسهم في تعزيز الفهم العميق للمادة الدراسية، وتوفر طرقاً مبتكرة للتعبير عن الأفكار». وأضافت أن «التقنيات التي تعتمد على برامج الذكاء الاصطناعي لم تقتصر على تعزيز مهارات العرض، بل ساعدت الطلبة في تعلم التواصل بفعالية، وإدارة الوقت، والتفكير الابتكاري»، لافتة إلى أنه «من خلال هذا التحول الملحوظ في طرائق تقديم المشاريع المطلوبة من الطلبة، أصبحوا أكثر قدرة على التعبير عن أنفسهم أمام الجمهور، ما يسهم في بناء شخصية قوية وقادرة على التأثير والإقناع».
وقالت معلمة اللغة العربية في إحدى المدارس الحكومية، أسماء علي: إن «طلاب اليوم يتفوقون في استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لعرض مشاريعهم، حيث توفر هذه البرامج إمكانات غير محدودة من الرسوم البيانية إلى العروض التقديمية التفاعلية، ما يجعل مشاريعهم أكثر وضوحاً وجاذبية». وأشارت إلى أن طرق تقديم المشاريع التعليمية والمهام الدراسية اللاصفية اختلفت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وأخذت منحى متزايداً منذ بداية العام الجاري. وقالت: إن «الفيديو المرفق بالمهمة التعليمية يعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يظهر الطالب بشكل أكثر تفاعلية من خلال الصور والبيانات المبتكرة التي يلجأ إلى استخدامها».
أكدت معلمة حاسوب، نيفين أحمد، أن ربط التكنولوجيا بالعملية التعليمية، يسهم في إعداد طلبة متمكنين تقنياً، وقادرين على استخدام أدوات حديثة لتحقيق التفوق الأكاديمي والمشاركة الفاعلة في المجتمع. وأوضحت أن الطلبة أصبحوا مستخدمين للتكنولوجيا، ومُعدين لها من خلال استخدامهم أدوات الذكاء الاصطناعي، وبرامج العروض التقديمية لإنشاء دروس ومشاريع تعليمية، بدلاً من قضاء ساعات طويلة في جمع المعلومات أو تصميم العروض يدوياً. وذكرت أن «هذا التطور يعزز قدرتهم على التركيز في تعميق الفهم وتحليل المعلومات، كما أصبح لديهم القدرة على التفاعل بشكل أكبر مع محتوى الدرس، وتحويله إلى تجربة غنية تجمع بين التفكير النقدي والإبداع».
يبدو أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت أداة حيوية في مجال التعليم، حيث يظهر الطلاب بشكل أكثر تفاعلية وإبداعاً في تقديم مشاريعهم ومهامهم الدراسية. ويؤكد المعلمون والإداريون أن هذا النوع من التكنولوجيا يساهم في تعزيز المهارات الأكاديمية والشخصية للطلاب، ويعزز قدرتهم على التواصل بشكل فعال واكتساب مهارات التفكير الابتكاري وإدارة الوقت. يبدو أن هذا التحول في طرائق التعليم والتقديم قد أثر بشكل إيجابي على أداء الطلاب وقدرتهم على التعبير عن أنفسهم بثقة وقوة في المدرسة وفي المجتمع بشكل عام.