قالت طبيبة جراحة عائدة من مهمة في قطاع غزة إن الإصابات التي شهدتها هناك جراء الحرب الإسرائيلية كانت هائلة ومروعة، مؤكدة أنها رأت حالات بتر وإصابات خطيرة لم تشهدها في أي حرب سابقة. وأشارت الطبيبة إلى أن الأطفال كانوا الضحايا الأكثر تضررا، حيث بلغت نسبة 80% من مرضاها من الأطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والست عشرة سنة، مما أثر تأثيرا كبيرا على حياتهم.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد الضحايا جراء الحرب الإسرائيلية إلى مستويات مدمرة، حيث وصلت الحصيلة إلى 42924 شهيدا و100833 مصابا، بينهم العديد من الأطفال والنساء، منذ بدء الهجوم في أكتوبر 2023. وشددت الوزارة على أن الدمار الذي تسبب به القصف استمر حتى الآن، ما يجعل عددا كبيرا من الضحايا محاصرين تحت الأنقاض دون إمكانية الوصول لهم.

وبينت الطبيبة فيكتوريا روز، خلال حديثها للجزيرة، أن تجربتها الأولى في غزة كانت بعد مسيرات العودة في 2018، حيث كانت الإصابات في ذلك الوقت بسيطة مقارنة بالإصابات الحالية التي تعد الأكثر فتكا وخطورة بسبب استخدام القوة الزائدة ضد المدنيين والأطفال. وأكدت على أن الحالات التي شهدتها في آخر زيارة لغزة كانت من أسوأ ما رأت في حياتها، بسبب حجم الدمار والإصابات الخطيرة التي لا تتناسب مع أي إنسانية.

وفي نفس السياق، أشارت الطبيبة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على المستشفيات في غزة كانت منهجية ومدروسة، حيث تم تدمير واغلاق العديد من المرافق الطبية الحيوية، بما في ذلك مستشفى الشفاء ومستشفى كمال عدوان والمراكز الطبية الأخرى. وأكدت على استهداف القوات الإسرائيلية للكوادر الطبية وسيارات الإسعاف، مما جعل العمل الإنساني والإغاثي أكثر صعوبة وتعقيدا.

وأوضحت الطبيبة أن الحرب الحالية أسفرت عن إصابات جسيمة بين الأطفال نتيجة الانفجارات التي تسببت في إصابات بتر وخسائر هائلة للأعضاء. وقامت القوات الإسرائيلية بمنع إخراج الحالات الخطرة خارج القطاع لتلقي العلاج، الأمر الذي يزيد من معاناة الضحايا ويعرقل فرص النجاة والشفاء.

وفي ختام حديثها، حذرت الطبيبة فيكتوريا روز من المأساة الإنسانية الكبيرة التي تعاني منها غزة نتيجة الهجمات الدموية، مشيرة إلى أن الأطباء والكوادر الطبية يواجهون صعوبات كبيرة في تقديم العلاج والرعاية للمصابين بسبب نقص الإمدادات الطبية وحظر دخول الأطباء إلى القطاع. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل للحد من الأزمة الإنسانية وإنقاذ المدنيين المحاصرين تحت وطأة الحرب والدمار.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version