في هجوم مروع على مبنى ملحق بالقنصلية الإيرانية في دمشق، تم قتل عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، وعلى الرغم من عدم تبني إسرائيل رسميًا للهجوم، يُعتقد أنها الجهة المسؤولة عنه. ترفع هذه الحادثة لمستوى آخر من التوتر بين طهران وتل أبيب، حيث تستهدف إسرائيل القوات الإيرانية خارج الحدود الإيرانية وتستخدم إيران المليشيات الوكلاء للرد. ومع إعلان إيران عن نية الرد على الهجوم، بدأت إسرائيل التحضيرات العسكرية، مما يشير إلى تصاعد التوتر بين الجانبين.
الاحتمال الأول لرد إيران يتضمن اختيار هدف يجنب الصراع المفتوح مع إسرائيل ويحافظ على الردعية. قد يكرر نموذج اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس لتقديم رد قوي يرضي الشارع الإيراني. لكن هناك مخاطر تفاقم الوضع، إذا أدى الرد الإيراني إلى خسائر كبيرة لإسرائيل، مما يثير ردود فعل أخرى. الاحتمال الثاني يشير إلى أن الحرب المباشرة قد تكون مصلحة سياسية لنتنياهو، مما يزيد من احتمال توسع الصراع إلى حرب شاملة.
الأطراف الإقليمية والدولية تبذل جهوداً لمنع تفاقم الصراع وتفادي حرب شاملة، ولكن حقيقة الأمر أن التصعيد قد يتحول إلى حرب دون وقت أو ضبط. تفاقم الوضع قد يفاقم الصراع بين إيران وإسرائيل وربما أطراف أخرى، مما يزيد من احتمالات تصاعد التوتر وتحوله إلى صراع واسع النطاق.
من المهم أن تتخذ إيران وإسرائيل الحذر والتروي في تفاعلاتهما، وتحاولا الابتعاد عن الاستفزازات والتصعيد، لتفادي سيناريوهات الصراع المدمرة والخسائر البشرية. يجب على الأطراف الدولية أيضًا العمل سريعًا للوقوف على الأوضاع واحتواء التوتر، منعًا لتفاقم الأزمة وتحولها إلى حرب لا تخدم مصالح أي شخص. يتطلب التحلي بالحكمة والحوار والتفاوض لحل النزاعات بشكل سلمي ومنع تفاقم الصراعات في المنطقة.