شهدت الانتخابات التشريعية الفرنسية العديد من المفاجآت أخرها فشل اليمين المتطرف في تصدر الانتخابات بالرغم من تصدره في الدورة الأولى. ظهر تجمع اليسار “الجبهة الشعبية الجديدة” بقوة وتمكن من الفوز ليترك حزب مارين لوبين في المركز الثالث خلف حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. من بين النتائج المثيرة للاهتمام انتخاب كارولين يادان لتمثيل الفرنسيين في الخارج عوضا عن النائب الفرنسي الإسرائيلي مائير حبيب الذي فشل في الفوز، والذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

مائير حبيب لم يكن يخفي دعمه الشديد لإسرائيل حيث كان يظهر في البرامج الحوارية الفرنسية ويدافع عن الجرائم الإسرائيلية بشكل علني. وقد انتقد السفير الفرنسي لدى إسرائيل تصريحاته السابقة حول تطهير عرقي في الضفة الغربية، مما يظهر تأثيره الكبير في الأوساط السياسية الفرنسية وعلاقته الوثيقة بنتنياهو التي تجعله شخصا لا غنى عنه في التواصل مع إسرائيل.

رغم دوره البارز في الدفاع عن إسرائيل وتأثيره الكبير في الساحة السياسية الفرنسية، إلا أن حزب الجمهوريين الذي يمثله حبيب لم تسفر قوته الإعلامية وعلاقاته بنتنياهو عن نتائج جيدة في البرلمان الفرنسي بسبب الانقسامات داخل الحزب وتحالفه مع اليمين المتطرف. وهذا يظهر أن القيم الجمهورية التي يقف عليها حزب اليمين الكلاسيكي لم تكن واضحة في تحالفاته وتصريحاته.

يبقى مائير حبيب شخصية مثيرة للجدل في الساحة السياسية الفرنسية بفضل دفاعه العلني عن إسرائيل وتصريحاته المثيرة للجدل، وعلاقته القوية بنتنياهو التي تجذب انتباه الإعلام والساسة. النتائج الانتخابية الأخيرة أظهرت أن الحزب الجمهوريين الذي يمثله حبيب لم يحقق النجاح المرجو داخل البرلمان الفرنسي، وذلك بسبب التحالفات والانقسامات التي شهدها الحزب وعلاقته الوثيقة باليمين المتطرف.

علاقة حبيب بنتنياهو تظهر أن العلاقات الشخصية تلعب دورا هاما في السياسة الدولية، حيث يجذب نفوذه وتأثيره الإعلامي اهتمام العديد من الساسة، ويظهر أن الدفاع الشديد عن إسرائيل يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية في الساحة السياسية الفرنسية. من المهم أن يكون السياسيين على دراية بالحفاظ على التوازن بين العلاقات الشخصية والمصالح الوطنية لكي لا تتأثر صورة الدولة أو الحزب في الساحة الدولية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version