تناولت الصحف العالمية ذكرى مرور عام على الحرب التي تخوضها إسرائيل في قطاع غزة، حيث أشارت إلى أن هذه الحرب ستخلف تداعيات في الداخل والخارج، وأن تل أبيب ستتحمل في النهاية مسؤولية الأزمة الإنسانية في القطاع. وأكدت جريدة “وول ستريت جورنال” أن الإستراتيجية العدائية التي تبنتها إسرائيل في هذه الحرب ستؤثر على مكونات المجتمع الإسرائيلي وعلى العلاقات مع الولايات المتحدة، مؤكدة أن ذلك قد يؤدي إلى تأثير سلبي على أهداف إسرائيل الدبلوماسية.
من جهتها، أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن مؤشرات اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط تبرز بعد عام من الحرب في غزة، مشيرة إلى أن هذه الحرب تعمق الانقسامات داخل إسرائيل وزادت الاتهامات الموجهة لتل أبيب بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب. وتركزت الصحيفة على تقديم التقارير حول الوضع الإنساني الصعب الذي يواجهه السكان في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الحرب قد تعمق هذا الوضع وجعله أكثر تعقيداً.
وتناولت الصحف أيضاً تراجع النفوذ الأميركي على إسرائيل في ظل الحرب التي تشهدها البلاد، حيث أشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع هدفاً لإنهاء الحرب ولكن يبدو أن هذا الهدف لم يتحقق بعد بعد مرور عام كامل على النزاع. وقد أكدت صحيفة “لوموند” من فرنسا أن المسؤولين الإسرائيليين لا يظهرون استعداداً للتحقيق في إخفاقات الهجوم السابق رغم مرور عام كامل عليه.
وفي نهاية التقارير، حذرت صحيفة “هآرتس” من عواقب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة والتي يمكن أن تواجهها إسرائيل، مشيرة إلى أن التراجع الحاد في كميات الغذاء التي تصل إلى المدنيين قد يؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة. ودعت الصحيفة إلى أهمية وضع حلول طويلة الأمد لتجنب ازدياد الأزمة الإنسانية وتفادي تحمل إسرائيل المسؤولية الاقتصادية في غزة. وأشارت إلى أن تحول الأزمة الإنسانية إلى قضايا قانونية في المحاكم الدولية قد يجبر إسرائيل على الاعتراف بالتنازل في النهاية.