تتناول الصحف العالمية في تقاريرها تعمد القوات الإسرائيلية استهداف قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل) في لبنان، مع التركيز على ضرب العاملين في القطاع الطبي. وقد اعتبرت صحيفة “لوموند” الفرنسية هذا الهجوم الإسرائيلي بالدبابات على قاعدة لليونيفيل في لبنان بوضوح، مشيرة إلى أنه يأتي في إطار الضغوط الإسرائيلية لإجبار القوات الأممية على الانسحاب من جنوب لبنان. وذكرت الصحيفة أن حكومة بنيامين نتنياهو تزيد من ضغوطها على اليونيفيل ووكالة الأونروا في غزة.
من ناحية أخرى، أشارت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إلى اتهامات تلاحق إسرائيل بجرائم قتل العاملين الطبيين في لبنان، حيث تقدر الضحايا بأكثر من 150 شخصًا. ووصف التقرير سلوك إسرائيل بأنه استهداف منهجي للرعاية الصحية، في وقت تشن فيه هجمات جوية على حزب الله في لبنان. ويتساءل المراقبون عن تغير خطوط الحرب وتبني تكتيكات جديدة في الصراعات المعاصرة.
من جانبها، أشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى توجيه الولايات المتحدة لنظام “ثاد” المضاد للصواريخ و100 جندي إلى إسرائيل، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ بدء الحرب في غزة. وتأتي هذه الخطوة في ظل استعدادات واشنطن للانتخابات الرئاسية، مع التحذير من تورط المزيد من الدول في الصراع في الشرق الأوسط. ويحث المسؤولون الأميركيون إسرائيل على تجنب استهداف المواقع النووية الإيرانية لتجنب تصعيد الوضع.
وفي نطاق آخر، أشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى هجوم حزب الله على معسكر لواء غولاني باستخدام الطائرات المسيرة، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود. وقد حذرت عدة مصادر إسرائيلية من فتح ثغرات في أنظمة الدفاع الجوي التي تستخدمها إسرائيل، مما يعرضها لمخاطر جديدة. وتتساءل الصحيفة عن استعداد إسرائيل لمواجهة التحديات الجديدة في ظل تطور التكنولوجيا وتغير الطبيعة الأمنية في المنطقة.
في الختام، تبرز التقارير العالمية التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل والمنطقة بشكل عام، وتكشف عن تغير خطوط الصراع ومستويات العنف المستخدمة فيه. وتسلط الضوء على التحديات الأخلاقية التي تثيرها أساليب الحرب الحديثة وتأثيرها على الحياة الإنسانية والعمل الطبي في المناطق النزاعية. ويتساءل الباحثون عن مستقبل الصراعات الدولية وسبل تسوية النزاعات بطرق سلمية وبناءة يمكن أن تحقق السلام والاستقرار في المنطقة.