طلب المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة منير البرش من الدول العربية إرسال أكفان للشهداء إلى مستشفيات شمال غزة، حيث نفدت الأكفان التي تم إرسالها سابقاً. وأشار البرش إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاصر المستشفيات ويقتل الأطباء، معتبراً أن ما يحدث في شمال القطاع هو جريمة حرب مكتملة الأركان ويشمل قتل الناس وتهجيرهم. كما أشار إلى قتل أكثر من ألف كادر طبي واعتقال 310 آخرين، مع تعطيل وصول المساعدات الطبية والإنسانية للمنطقة.
وأوضح البرش أن المستشفيات في شمال غزة تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والمواد الغذائية والوقود والماء، مما يجعل الأطباء والمرضى يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية الأساسية. وتحولت المستشفيات إلى مقابر جماعية حيث يجد الأشخاص يموتون ويدفنون بداخلها، ما يعتبر خرقاً للقانون الدولي الذي يحظر استهداف المستشفيات ويجب حمايتها.
وفي الخامس من أكتوبر، بدأ الاحتلال الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق على مناطق شمال القطاع، معلناً عن بدء اجتياح لتلك المناطق بهدف منع حركة حماس من استعادة قوتها. ومن جهتهم، يعتبر الفلسطينيون هذه العمليات جزءاً من خطة إسرائيل للاحتلال وتهجير سكان المنطقة. وبدعم أميركي واسع، تستمر إسرائيل في شن حرب إبادة جماعية على غزة منذ عام 2023، خلّفت آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وتسببت في دمار هائل ومجاعة تهدد حياة العديد من الأطفال والمسنين.
ويشهد القطاع الفلسطيني حالياً واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث يتعرض الأطفال والنساء وكبار السن للخطر جراء الدمار الذي تسببت فيه حروب الاحتلال ونقص الإمدادات الطبية والغذائية والوقود. وتعمل الدول المجاورة والمنظمات الدولية على تقديم المساعدات والإغاثة للفلسطينيين في غزة، لكن الاحتلال الإسرائيلي يعرقل وصول هذه المساعدات ويواصل ممارساته العدوانية.
ويجب أن يتدارك المجتمع الدولي هذه الأوضاع الإنسانية المأساوية في غزة، ويضغط على إسرائيل لوقف الهجمات العسكرية وفتح الطرق للمساعدات الإنسانية. وعلى الدول العربية أن تساند الشعب الفلسطيني في محنته وتقدم الدعم اللازم لتلبية احتياجاتهم الطارئة، بما في ذلك إرسال الأكفان والإمدادات الطبية والغذائية الملحة لمستشفيات شمال غزة. وعلى المجتمع الدولي برمته أن يعمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة من خلال حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني.
