ترك رئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار، بصمة لا تُمحى في تاريخ المقاومة الفلسطينية، حيث أعتقل عام 1988 وحُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة تدبير اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين و4 مخبرين فلسطينيين. وأثناء فترة سجنه، برزت شخصيته كقائد مهيب وقادر، حتى أكد المسؤول السابق في جهاز الأمن الإسرائيلي على قدرته على القيادة والترهيب. بعد إطلاق سراحه في صفقة تبادل أسرى، تزوج ولكن ظلت مواقفه تجاه المقاومة ثابتة.

تم وصف السنوار بقدرته الفريدة على القيادة والترهيب من قِبل المسؤول السابق في الشاباك، الذي استجوبه لمدة طويلة، وقام بتسليط الضوء على انفتاح السنوار على القضية الفلسطينية، مع إيمانه الثابت بأن القوة هي السبيل الوحيد لتحقيق استعادة الأراضي الفلسطينية. كان السنوار معارضا لاتفاق أوسلو وكان يروج لأهمية المواجهة العسكرية في تضييق الخناق على الاحتلال الإسرائيلي.

أُبرز لسان السابق حماس وإسرائيل في صفقة “وفاء الأحرار” التي جرت عام 2011، حيث تم الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل إطلاق سراح ألف و27 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. تعتبر هذه الصفقة تعبيرا عن المواقف الحازمة لحركة حماس تجاه القضية الفلسطينية واستعادة الأسرى.

وقد أكد نبيه عواضة، مناضل شيوعي لبناني، على شخصية السنوار بوصفه “عنيدا وعقائديا”، وأوضح أنه كان يحتفي بأي هجمات تشنها حماس أو حزب الله اللبناني على إسرائيل. وأثنى عليه بأنه كان نموذجا مؤثرا لجميع الأسرى في السجون، وكان يواصل مهمته في كشف الجواسيس الفلسطينيين المتعاونين مع الاحتلال.

ترك السنوار أثرا عميقا في المقاومة الفلسطينية، مع انفتاحه الكبير على القضية ومواقفه الحازمة تجاه العدوان الإسرائيلي. وعلى الرغم من تغيير الظروف، ظلت معتقداته القوية في أن المواجهة العسكرية هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق استعادة الأراضي الفلسطينية. استشهاد السنوار أعلنت عنه حماس، مؤكدة على استمرارها في مواجهة الاحتلال.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version