تعرّض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، لاشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاده. بعد هذا الحادث، قدّم خبير عسكري تصوراً لمجريات الحدث، مشيراً إلى الفوارق بين مشهد مقتل السنوار واغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. وأوضحت صور نشرها الاحتلال لحظات الاشتباك وتصدي السنوار للطائرة المسيرة بإطلاق قذيفة دبابة على المبنى الذي كان يختبئ فيه.
من جانبه، أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أن السنوار كان يحمل مسدساً وسترة واقية تحتوي على مخازن رصاص وقنابل يدوية، إلى جانب مبلغ مالي. وبعد التحقيقات الميدانية، تم العثور على جثته في المبنى الذي وقع فيه الاشتباك. وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري العميد إلياس حنا أن محاولة السنوار صد المسيرة الإسرائيلية بعصا خشبية تكشف استراتيجيته الميدانية وتضعف الرواية الإسرائيلية بأنه كان يستخدم الأسرى كدرع بشري.
وأشار حنا إلى أن اغتيال السنوار جاء بمحض الصدفة، معبرا عن اعتقاده بوجود عمى تكتيكي واستخباراتي لدى الجيش الإسرائيلي. وقارن بين تلك الحادثة وبين استهداف حسن نصر الله، مؤكدا أن الأخير تعرض لاستهداف دقيق ومدروس بناء على معلومات استخبارية، في حين كانت حادثة مقتل السنوار أكثر عشوائية بمشاركته في المعركة مباشرة.
وختم حنا حديثه بتصفية ما حدث بضربة قوية لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشيرا إلى ذكائه الاستراتيجي ومعرفته الجيدة بالعقلية الإسرائيلية. وبالرغم من حدة الصدمة الناجمة عن مقتل السنوار، لم يستطع الخبير العسكري الجزم بتطورات المشهد الميداني في غزة بعد هذا الحادث، نظراً لتعقيد الأوضاع ولعدم وجود تنظيم واضح بين مقاتلي القسام.
إن مقتل يحيى السنوار يشكل صدمة كبيرة لحماس وللمقاومة الفلسطينية في غزة، لكنه في نفس الوقت يؤكد على ضرورة التأهب والاستعداد لمواجهة التحديات المتزايدة. وبوفاة السنوار، يفقد الحركة الإسلامية جنديا من عناصرها البارزة الذي كان يتمتع بذكاء استراتيجي وقيادي، ما يجعل التحدي يزداد أكثر صعوبة وتعقيدا.