لم تنجح معارض الكتب في العالم العربي في زيادة معدل القراءة، حيث يقرأ الفرد العربي بمعدل لا يتجاوز ربع صفحة سنوياً، بينما القارئ الأمريكي يقرأ 11 كتاباً في السنة. الإحصاءات تظهر أن الأطفال العرب يقرأون لفترة قصيرة جداً في السنة مقارنة بالأطفال الأمريكيين. على الرغم من ذلك، تستمتع معارض الكتب العربية بزيارة مليونية لكن عدد القراء الفعليين لا يتجاوز 30 كتاب لكل مليون شخص، مقارنة بـ 854 كتاب لكل مليون أوروبي.

ويطالب الكاتب عبدالله الجميلي بتعزيز حملات التشجيع على القراءة في المجتمع العربي من خلال دعم المكتبات وتحديث الكتب المدرسية وتحفيز الطلاب بجوائز ومسابقات. يرى الجميلي أن زيارة معارض الكتب ليست تعكس الواقع الحقيقي لمعدل القراءة في المجتمع، بل تستخدم بشكل أساسي لغرض التقليد وتصوير للشبكات الاجتماعية.

من جهته، يلاحظ الشاعر أحمد آل مجثل زيادة في عدد زوار معرض الكتاب في الرياض، مشيراً إلى أن الكتب الورقية لا تزال لها جاذبية وتجذب القراء رغم تطور وسائل المعرفة والحداثة الحديثة. يعتبر مجثل أن معارض الكتب تساهم في تعزيز اهتمام الناس بالكتب بشكل كبير وتحث على اقتناءها، كما يطالب بتخفيف العوائق التي تواجه دور النشر والناشرين.

من ناحية أخرى، يرى الباحث الفلسفي عبدالله الهميلي أن زيارة معارض الكتب ليست مجرد فرصة للتسلية ولكن تعكس اهتماماً حقيقياً بالقراءة والمعرفة، مشيراً إلى أن التوافد على معارض الكتب يظهر استمرارية الكتب الورقية على الرغم من وجود بدائل إلكترونية. ويعزو الهميلي شراهة الناس في زيارة معارض الكتب إلى الغريزة القرائية التي تنشط في مثل هذه الفعاليات.

من ناحية أخرى، يشكك الشاعر صالح الحربي في أهمية عدد زوار معارض الكتب كوسيلة لتقييم علاقة الإنسان العربي بالقراءة، معتبراً أن الانتقال إلى الكتب الإلكترونية يشير إلى تغير في عادات القراءة. ومن جهته، يشدد الكاتب علي مكي على أن عدد الزوار في معارض الكتب لا يعكس بالضرورة اهتمامهم بالقراءة، مشيراً إلى أهمية التأكد من صحة الإحصائيات المعلنة عن زوار المعارض.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.