بينما كانت غزة تواجه عملية تدمير غير مسبوقة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن بعض النساء في القطاع أصرن على إضفاء لمحة من البهجة على الأطفال في عيد الفطر. قدمن الكعك التقليدي للأطفال على الرغم من الحزن الذي بدا واضحا على ملامحهن وأصواتهن. تعمل النساء عادة على صنع الكعك العيد بشكل جماعي في هذه المناسبة، ولكن في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، كانت نفوسهن متعبة ومليئة بالحزن.

ومن بين النساء اللواتي صنعن الكعك في خيمة صغيرة، كانت هناك سيدة تعبر عن تعب نفسيتها ومشاعر الحزن التي تعتريها نتيجة للحرب والنزوح. كانت تشعر مع زميلاتها في الصنع بأنهم في بلد غريب وغير بلدهم. وعلى الرغم من الظروف الصعبة، كان هناك رجل يساعد السيدات في صنع الكعك بفرن طيني، بغية جلب قليلا من البهجة والسرور في يوم العيد.

وفي خيمة أخرى، قررت إحدى النساء شراء الطحين بمبلغ كبير من المال من أجل إسعاد أولادها في عيد الفطر. بينما أشارت شابة أخرى إلى أن سكان القطاع ما زالوا مصرون على صنع السعادة لأنفسهم رغم عدمسلامامهم بالكثير من المصاعب. وعلى الرغم من كل ما يجري ويحدث في القطاع، إلا أن الناس يعملون بجد لمواصلة حياتهم وإضفاء لمسة جميلة على أيامهم المعقدة.

أظهرت الصور التي نقلتها الجزيرة بيع الكعك العيد في أحد شوارع غزة، حيث تحول بعض الأشخاص إلى بيع الكعك لتحسين أوضاعهم المعيشية بسبب الظروف القاسية التي يمرون بها. بينما كان الناس يعتادون على شراء الكعك بالكيلوغرام، أصبحوا الآن يشترونه بالقطعة أو القطعتين نظرا لقلة الموارد المالية وكثرة البطالة نتيجة الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

وعكس الواقع القاسي الذي يعيشه سكان غزة، كانوا يُخبزون الكعك في أفران طينية ويعتمدون على الخشب لطهوه بدلا من الوقود بسبب شح الموارد في القطاع. ورغم كل هذه الصعوبات والعوامل التي تجعل الحياة صعبة في غزة، إلا أن الناس يواصلون الصمود والعمل من أجل الحفاظ على بعض الفرح والبهجة في حياتهم، خاصة خلال الأوقات الصعبة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.