|

أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر -اليوم الاثنين- أن تهديد روسيا لا يمكن تجاهله، مشددا على أن المملكة المتحدة يجب أن تكون مستعدة لمواجهة واقع عالمي جديد يشهد مزيدا من التهديدات وعدم الاستقرار.

وقال -في كلمة من مدينة غلاسكو- إن المملكة المتحدة تدخل عصرا جديدا من التحديات الأمنية، داعيا إلى “تعبئة وطنية” لمواجهة التهديدات المتزايدة، وفي مقدمتها التهديد الروسي.

واستهل ستارمر كلمته بالإشارة إلى لقائه السابق بالعاملين على الغواصات النووية، قائلا إن شعارهم غير الرسمي “لا شيء ينجح ما لم نعمل جميعا معا” وهو ما اعتبره مبدأ يجب أن يسود السياسات الدفاعية الجديدة.

وأكد أن هذه الروح التعاونية هي ما تحتاجه بريطانيا اليوم، مضيفا أن مراجعة الدفاع تهدف إلى تحقيق “وحدة الهدف” وتعبئة الأمة لخدمة قضية مشتركة.

3 أهداف رئيسية

وفي السياق ذاته، صرح ستارمر بأن المراجعة تركز على 3 أهداف إستراتيجية:

  • نقل بريطانيا إلى “الاستعداد للحرب”: وصف ستارمر ذلك بأنه “الطريقة الأكثر فاعلية لردع المعتدين” عبر تحسين رواتب القوات المسلحة وتوسيع قوة الاحتياط وضمان التدريب الكامل.
  • تعزيز قوة حلف شمال الأطلسي (الناتو): أكد ستارمر أن سياسة الدفاع البريطانية ستكون دوما “ناتو أولا” وأن الحكومة تطمح إلى تقديم “أكبر مساهمة للحلف منذ تأسيسه”.
  • الابتكار بسرعة “زمن الحرب”: أشار ستارمر إلى ضرورة أن تصبح بريطانيا “أسرع دولة مبتكرة في حلف الناتو” لمواجهة التهديدات المتغيرة.

مشاريع وتعهّدات جديدة

كذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني عن سلسلة من المشاريع الدفاعية الكبرى، منها:

  • بناء 6 مصانع ذخيرة جديدة في المملكة المتحدة.
  • إنشاء أسطول بحري يجمع بين السفن والغواصات والطائرات والمُسيرات.
  • تسليم نحو 12 غواصة هجومية بموجب شراكة مع الولايات المتحدة وأستراليا.
  • تحسين ظروف سكن ومعدات القوات المسلحة.
  • استثمار 15 مليار جنيه إسترليني (20 مليار دولار) في “برنامج الرؤوس الحربية السيادية” أي الأسلحة النووية البريطانية.

وردا على سؤال من مراسل “بي بي سي” حول مدى التزام الحكومة بتنفيذ هذه الخطط، أجاب ستارمر: “100%”. وقال إن حكومته حددت بوضوح أن الإنفاق الدفاعي سيصل إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027.

العالم قد تغير

وجاءت كلمة ستارمر في أعقاب مقابلته مع الصحفي نيك روبنسون على شبكة “بي بي سي” حيث قال إن “على الناس أن يفهموا أن العالم قد تغير” معلنا بدء مراجعة شاملة للإنفاق الدفاعي في أول تحرك من نوعه لحكومته الجديدة.

وردا على سؤال حول تصريح قائد الجيش -الذي قال إن البلاد يجب أن تكون مستعدة لخوض حرب خلال 3 سنوات- أشار ستارمر إلى أن هذا لا يعني بالضرورة إرسال القوات البريطانية للقتال، مضيفا “آمل ألا يحدث ذلك، لكننا بحاجة إلى الاستعداد للتأكد من أن ذلك لن يحدث”.

وأكد ستارمر أن “أفضل طريقة لردع الصراع هي الاستعداد للصراع” مضيفا أن التهديد الروسي لا يمكن تجاهله وأن “المملكة المتحدة يجب أن تكون جاهزة ومستعدة”.

وأوضح أن حكومته أطلقت اليوم مراجعة شاملة للإنفاق الدفاعي، تهدف إلى تحديد التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه المملكة المتحدة.

3 ركائز للمراجعة الدفاعية

وأوضح رئيس الوزراء البريطاني -في المقابلة مع “بي بي سي” أن مراجعة الإنفاق الدفاعي ستستند إلى 3 مبادئ رئيسية:

  • الاستعداد للقتال.
  • وجود قوات مسلحة متكاملة.
  • اتباع نهج “الناتو أولا”.

وأشار إلى أن هناك الآن مزيدا من “عدم الاستقرار والتهديدات” حول العالم، مما يستدعي تحركا فوريا وفعّالا لتعزيز القدرات الدفاعية البريطانية.

كما شدد ستارمر على أن العالم دخل حقبة جديدة في الدفاع والأمن، تتطلب تعزيز القدرات العسكرية والتنسيق مع حلف الناتو قائلا “علينا أن نكون مستعدين”.

واختتم تصريحاته بالإشادة بأوكرانيا، واصفا إياها بأنها “إحدى أقوى القوى المقاتلة بأوروبا”. وشدد على أن كييف “لها الحق المطلق في الدفاع عن نفسها” وأن مقاومتها للهجوم الروسي تعكس شجاعة ومرونة استثنائية.

وقال رئيس الحكومة البريطانية إنه يشعر بالإعجاب في كل زيارة يقوم بها إلى أوكرانيا، مشيرا إلى أن الحرب الحالية أعادت تشكيل موازين القوى في القارة، حسب تصريحه.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version