في الربع الأخير من عام 2024، دخلت العلاقات بين الجزائر وفرنسا مربع التوتر من جديد، مع ترجيحات لتوجهها نحو القطيعة، خاصة بعد تأجيل زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس. يعتقد الجانب الجزائري أن فرنسا ليس لديها نية جادة في التعاطي مع القضايا الثقيلة والشائكة بين البلدين، خاصة في ظل سيطرة اليمين الفرنسي على الحكومة.
منذ انتخابه رئيسا للجزائر عام 2019، لم يقم تبون بزيارة فرنسا، في حين استقبله الرئيس الفرنسي ماكرون في الجزائر في عام 2022، مما أدى إلى توقيع اتفاقية بين البلدين. ورغم اقتراح تبون تشكيل لجنة لمعالجة ملف الذاكرة المتعلق بالاستعمار الفرنسي للجزائر، إلا أن تبون لم يقم بزيارة فرنسا حتى الآن بسبب تأجيل الزيارة.
بالرغم من تشكيل لجنة مؤرخين مشتركة بين الجزائر وفرنسا، لم يتمكن تبون من زيارة باريس بسبب تأجيل الزيارة عدة مرات، وذلك بسبب عدم التوصل إلى اتفاق حول بعض القضايا المهمة بين البلدين، مما أدى إلى تأزم العلاقات بينهما.
كانت الأسباب الرئيسية وراء تأجيل الزيارة تتعلق بقضايا حساسة مثل ملف الهجرة والصحراء الغربية. فقد قامت الجزائر بسحب سفيرها من فرنسا على خلفية دعم ماكرون لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء. بينما يرى تبون أن الاتفاقيات القديمة بين البلدين تجب الاحترام، وأن مواقف اليمين المتطرف تعمق الفجوة بينهما.
تشير التحليلات إلى أن تعنت الطرفين في الوصول إلى حلول للقضايا الشائكة بدأ يؤثر سلباً على العلاقات الثنائية بين البلدين، وأن تدخل العنصر السياسي والتاريخي أصبح يسيطر على تفاصيل العلاقة بين الجزائر وفرنسا.