الكاتب الروائي زهران القاسمي يظهر بوضوح أن لديه بركانًا من الإبداع السردي والشعري يتدفق في داخله رغم سمته التي توحي بالهدوء والصوت المهذب. يترأس القاسمي مكتبة منزلية تحمل تأثيرًا كبيرًا عليه، فوالده كان قارئًا متمرسًا وعاشقًا للشعر، مما أثر بشكل كبير على تشكل ذائقته الأدبية منذ الصغر. يعود أصل عائلته إلى صناعة الصياغة، لكن مع تقدم العمر تغيرت اتجاهاتهم المهنية نحو العمل في الزراعة والبناء في الخليج، محتجين على تحسين معيشتهم.

القرويون في القرية الذي يعيش فيها زهران القاسمي يعملون بجد واجتهاد، وتتداخل المسميات الاجتماعية بين الأفراد والعائلات دون وجود طبقات أو تمييزات. يرى القاسمي أن اختياره لممارسة الكتابة لم يكن ردًا على الظروف المعيشية الصعبة التي عاشها، بل كان نابعًا من رؤية جمالية شخصية وليس للرد على اعتبارات العائلة. يظل القاسمي ملتزمًا بأصوله الزراعية ومزرعته وتربيته للنحل رغم تقدمه في الوظيفة العمومية.

بدأ زهران القاسمي تعليمه بدراسة القرآن مع والده، ثم انتقل للمدرسة الابتدائية والإعدادية في القرية قبل أن ينتقل إلى ولاية إبرا لاستكمال تعليمه الثانوي. اختص في دراسته بالصحة العامة والرقابة الصحية، وبدأت تجاربه الأدبية بالشعر والنثر دون التفكير في النشر في وقت سابق.

انطلق زهران القاسمي في عالم الرواية بعد أن شق طريقه في الشعر والقصة القصيرة، وأنجز عدة أعمال روائية مثل “جبل الشوع” و”جوع العسل” و”تغريبة القافر” التي تعكس تجاربه ومشاعره الشخصية. يعكف القاسمي حاليًا على كتابة “نوفيلا” ويواصل تجاربه الأدبية بتنويع أساليبه وتجاربه.

القاسمي يتابع تفاعل الجمهور مع أعماله الأدبية بحماسة، ويستفيد من النقاد والأدباء الذين يحثونه على تطوير أسلوبه الأدبي وتعميق رؤاه في الكتابة. يستمر القاسمي في تقديم أعماله الأدبية بشغف واجتهاد، محافظًا على جذوره القروية وروحه الزراعية رغم تحقيقه النجاح والتقدير في عالم الأدبية والرواية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.