10/6/2025–|آخر تحديث: 14:15 (توقيت مكة)
أفاد مراسل الجزيرة باندلاع حرائق وتصاعد الدخان في عدة أحياء من كييف نتيجة هجوم روسي مكثف بالمسيرات، في حين ذكرت مصادر أوكرانية أن شخصا قُتل وأصيب آخرون في هجوم استهدف أوديسا، جنوب أوكرانيا.
وقالت الإدارة العسكرية في كييف إنها سجلت حرائق وأضرارا ودمارا في 7 أحياء، كما قال عمدة مدينة كييف فيتالي كليتشكو إن الهجوم الروسي كان على شكل موجات متتالية من المسيرات الانتحارية.
وفي أوديسا بجنوب أوكرانيا، قال أوليه كيبر، حاكم المنطقة في منشور على تليغرام، إن هجوما “هائلا” بطائرات مسيرة استهدف مبنى طبيا للطوارئ وقسما للولادة، بالإضافة إلى مبان سكنية.
ولفت إلى أنه “بالإضافة إلى ذلك، دُمرت وتضررت مبان سكنية في وسط أوديسا.. وقُتل رجل يبلغ 59 عاما” وأصيب 4 آخرون على الأقل بجروح.
وكانت روسيا أطلقت ليلة الاثنين عددا قياسيا من المسيّرات باتجاه أوكرانيا بلغ 479، وفق ما أعلن سلاح الجو الأوكراني أمس الاثنين.
ويأتي الهجوم الروسي بعد تقارير عن أن روسيا علقت الملاحة الجوية في مطارات موسكو بسب الهجمات الأوكرانية بالمسيرات.
تقدم روسي
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على مناطق جديدة في مقاطعة دنيبرو بيتروفسك، جنوب شرقي أوكرانيا.
وقالت الوزارة إنها وجهت ضربة واسعة لأحد المطارات التي تتمركز فيها الطائرات التكتيكية للقوات الأوكرانية في مقاطعة “روفنو”، شمال غربي أوكرانيا.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت منشآت لإنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية، وورشا لتجميع الطائرات الهجومية المسيّرة الأوكرانية، ومستودعات للذخيرة.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن القوات الروسية في مقاطعة دنيبرو بيتروفسك تعمل على إنشاء منطقة عازلة.
ولفت المتحدث إلى أن روسيا ستواصل الحوار مع أوكرانيا، رغم التغيرات الكبيرة في رؤية روسيا لجوهر نظام كييف، مؤكدا التزام بلاده باتفاقيات تبادل الأسرى التي تم التوصل إليها في إسطنبول.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قتالا عنيفا ومكثفا يدور في بكروفسك، وقرب سومي.
وأضاف في تصريحات أخرى أن تبادل الأسرى العسكريين بين كييف وموسكو بدأ لإعادة الأوكرانيين إلى ديارهم.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن العملية العسكرية في أوكرانيا ستستمر، مؤكدا أن روسيا مستعدة في الوقت نفسه لاتخاذ إجراءات دبلوماسية بالتوازي مع العملية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، استعادة المجموعة الأولى من جنود القوات المسلحة الروسية ممن تقل أعمارهم عن 25 عاما إلى بلادهم، وفقا للاتفاق الذي تم بين موسكو وكييف خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الجانبين في إسطنبول.
وجاء في بيان وزارة الدفاع أن روسيا سلمت في المقابل عددا مماثلا من أسرى الحرب إلى الجانب الأوكراني.
ورقة تفاوضية
وفي هذا السياق، قال الخبير في مركز بريزم الأوكراني والمحاضر في أكاديمية كييف موهيلا، أوليكساندر كرايف، إن التصعيد الروسي خلال الشهر الماضي بلغ مستويات غير مسبوقة، مشيرا إلى أن عدد الصواريخ والطائرات المسيرة المستخدمة يفوق ما كان يمكن تخيله قبل عدة أشهر فقط.
وأكد كرايف في مقابلة مع الجزيرة نت أن روسيا تحاول لعب ورقتها الأخيرة، موضحا أن روسيا باتت تدرك اقتراب لحظة المفاوضات وتستعد لها عبر تصعيد الضغط على المدنيين والبنية التحتية الأوكرانية.
كما أضاف أن الهدف الروسي من هذا التصعيد هو فرض واقع تفاوضي جديد، يجبر الفريق الأوكراني، من وجهة نظر روسيا، على القبول بأي اتفاق من شأنه إيقاف العنف والهجمات.
وأشار كرايف إلى أن الهجمات لا تقتصر على الخطوط الأمامية، حيث سجلت زيادة في العمليات والخسائر، بل تشمل أيضا استهداف السكان المدنيين ضمن محاولات روسيا تعزيز موقفها التفاوضي عبر خلق معاناة ميدانية واسعة النطاق.