أعربت موسكو عن استنكارها لنتيجة الانتخابات الرئاسية في مولدوفا، التي انتهت بفوز مايا ساندو، الرئيسة الحالية ذات التوجهات الأوروبية. وصرحت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، أن هذه الانتخابات كانت “أكثر انتخابات غير ديمقراطية” في تاريخ البلاد بعد حقبة الاتحاد السوفياتي. وقد أعربت زاخاروفا عن قلقها إزاء الانقسام العميق في المجتمع المولدوفي الذي كشفت عنه النتيجة.
فازت مايا ساندو، البالغة من العمر 52 عامًا، في الانتخابات الرئاسية في مولدوفا، ويرجع الفضل في فوزها إلى دعم المواطنين المقيمين خارج البلاد. وفي هذا السياق، أشارت زاخاروفا إلى أن هذه الانتخابات كانت محاطة بحملة انتخابية غير ديمقراطية، وتميزت بقمع السلطات للمعارضة وللإعلام المستقل، بالإضافة إلى التدخل العلني للغرب في العملية الانتخابية.
تعني فوز مايا ساندو بولاية ثانية انتصاراً للمعسكر المؤيد لأوروبا على التيار الموالي لروسيا في مولدوفا، التي تعد دولة فقيرة. وقد تبنت ساندو مواقف حاسمة تجاه القضايا السياسية الداخلية والدولية، حيث أدانت “الغزو الروسي” لأوكرانيا واتهمت موسكو بالتآمر للإطاحة بإدارتها.
وبعد الجولة الأولى من الانتخابات، اشتكت ساندو من حملات تقديم رشاوى للناخبين من أجل التصويت ضدها وضد استفتاء بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن نسبة التأييد كانت ضئيلة. وتؤكد هذه المعلومات على وجود توترات وتحديات سياسية تعصف بالمشهد السياسي في مولدوفا وتؤثر على العلاقات مع روسيا والغرب.
يبرز هذا الخلاف بين القوى السياسية في مولدوفا الانقسام العميق الذي يعيشه المجتمع، ويعكس التوتر الحاضر بين التيار الآخر الموالي لروسيا ومن ينادون بالتقارب مع الاتحاد الأوروبي. وتواجه ساندو تحديات كبيرة في إدارة الدولة وتحقيق تطلعات المواطنين ومعالجة المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد.
بشكل عام، تظهر الانتخابات الرئاسية في مولدوفا نقاشًا مستمرًا حول الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يجب اتباعها لبناء مستقبل مستقر ومزدهر للبلاد، وسط تأثير المصالح الداخلية والخارجية التي تتداخل في المشهد السياسي. ويتعين على الفائزة بالانتخابات العمل على توحيد المجتمع وتعزيز الاستقرار والرفاهية لجميع المواطنين.