نظمت مؤسسة دبي للمساهمات المجتمعية (جود)، خلوة عمل استراتيجية بعنوان «خلوة الجود»، بحضور ممثلين من الجهات الحكومية والخاصة، ومشاركة عدد من الخبراء والشركاء المجتمعيين، تماشياً مع أهداف عام المجتمع ورسم خارطة طريق مستقبلية شاملة لمنظومة المساهمات المجتمعية في إمارة دبي.
وقالت مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمساهمات المجتمعية، حصة بنت عيسى بوحميد: «إن (خلوة الجود) تمثّل خطوة استراتيجية ضمن جهود المؤسسة لوضع خارطة طريق متكاملة لمستقبل المساهمات المجتمعية، بما يعكس رؤية إمارة دبي في تحقيق الاستدامة المجتمعية، وترسيخ ثقافة العطاء والمشاركة المؤثرة على المدى البعيد».
وأضافت: «نعمل وفق توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، لبناء نموذج اجتماعي وإنساني متكامل يعكس القيم المجتمعية لإمارة دبي، ولا يقتصر على الدعم المالي، بل يشمل المشاركة بالوقت والمعرفة والخبرة، ويعزز مفهوم التكافل المجتمعي بروح دبي التي لا تعرف المستحيل».
جلسات وورش عمل
وأكد مدير عام مؤسسة تراحم الخيرية، د.أحمد تهلك، أنه «لابد أن تكون لدينا مؤشرات ومعايير تقيس فاعليتنا في المجتمع سواء كان قياساً اجتماعياً أو اقتصادياً»، مشدداً على أنه «يمكن تمكين كل الناس المحتاجين ليكون لهم دور فاعل في المجتمع».
من جهته، أوضح رئيس مجلس إدارة ومؤسس مجموعة جيمس للتعليم ومؤسسة فاركي، صني فاركي، أن المقياس الحقيقي للنجاح ليس ما تحققه فقط، بل ما تُسهم به، مثنياً على حكومة دبي ودولة الإمارات، بمن في ذلك كل من كان حاضراً في الخلوة. وأضاف: «معاً لنستمر في إحداث فرق من أجل عائلاتنا، ومن أجل أطفالنا ومن أجل العالم».
وشهدت الفعاليات لحظة مؤثرة وملهمة تمثلت في كلمة ألقاها مقدم برنامج «قلبي اطمأن»، غيث، سلط فيها الضوء على أهمية العمل الإنساني المؤسسي، وتأثيره الممتد في حياة الأفراد والمجتمعات، مؤكداً ضرورة تضافر الجهود بين مختلف القطاعات، لتحقيق أهداف مستدامة تتماشى مع قيم العطاء والتكافل.
من جهته، أكد مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمساهمات المجتمعية، أحمد درويش المهيري، أهمية «خلوة جود» باعتبارها جزءاً من المبادرات التي تعزز المسار التنفيذي لأجندة دبي الاجتماعية (33)، وتهدف إلى تمكين منظومة العطاء المجتمعي من خلال أدوات مبتكرة، وتوسيع الشراكات مع القطاعين العام والخاص، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويعزز مكانة دبي مركزاً رائداً في العمل الإنساني عالمياً.
وأشار المهيري إلى أهم المخرجات والنتائج المحققة من الخلوة، والتي شملت اعتماد مجموعة من التصورات العملية التي تمثّل مدخلاً استراتيجياً لصياغة خطة العمل التنفيذية للمرحلة المقبلة لمنصة «جود»، وبناء خارطة طريق واضحة تعيد تعريف دور المنصة ضمن المنظومة المجتمعية المتكاملة لإمارة دبي.
وقال المهيري: «من أبرز الإنجازات التي حققتها هذه الخلوة، إعداد إطار مشترك لمواءمة جداول أعمال المسؤولية المجتمعية على مستوى الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، بما يضمن تكامل الأدوار وتوحيد الجهود، وفق أولويات محلية ووطنية وعالمية. كما تم إقرار استراتيجية شاملة لإدارة الموارد المجتمعية المتنوعة، تتيح توجيه المساهمات المالية وغير المالية بطريقة أكثر فاعلية واستدامة، وتوسّع دائرة المشاركة المجتمعية لتشمل الوقت والخبرة والمعرفة، إلى جانب الدعم المادي».
4 محاور
وشملت أجندة الخلوة سلسلة من الجلسات الحوارية التخصصية التي تم توزيعها على أربعة محاور رئيسة، حيث تناول المحور الأول وعنوانه «استدامة الرفاه»، آليات الارتقاء بمفهوم العطاء ليصبح منظومة مستدامة، تضمن رفاه المجتمع على المدى البعيد، مع التركيز على أهمية توسيع هذا المفهوم ليشمل الموارد غير المالية كالوقت والخبرة والمعرفة، والمشاركة الفاعلة من مختلف فئات المجتمع.
وركز المحور الثاني، الذي جاء تحت عنوان «نُشرك ونتشارك»، على أهمية إشراك الأفراد والقطاعات المختلفة في تصميم حلول مجتمعية تشاركية، حيث ناقش الحاضرون أهمية تجاوز أنماط التعاون التقليدية نحو نماذج أكثر مرونة وابتكاراً، تكون قادرة على تحقيق التكامل بين القطاعات، وتعزيز ثقافة التصميم التشاركي، بما يفتح المجال لتوليد أفكار نوعية، وتفعيل شراكات جديدة ومؤثرة.
وتطرقت النقاشات خلال المحور الثالث، الذي حمل عنوان «إثراء وأثر»، إلى ضرورة مواءمة مبادرات «جود» مع الأطر المحلية والوطنية والعالمية، والعمل على بناء إطار موحّد لقياس الأثر المجتمعي بطريقة علمية وفعالة، تُترجم جهود المؤسسة على مستوى الإمارة خصوصاً، وتسهم في دعم التزامات دولة الإمارات عموماً بأهداف التنمية المستدامة. كما تطرّق المشاركون إلى الأدوات الممكنة التي من شأنها عكس هذا الأثر على أرض الواقع، بما يعزز ثقة المجتمع والشركاء بمخرجات العمل المجتمعي المنظم.
واختتمت الجلسات بمحور رابع بعنوان «نواكب لنكسب»، جرى من خلاله تسليط الضوء على أهمية تبني أحدث التطورات التكنولوجية الذكية في عمل المنصات المجتمعية، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية، باعتبارها أدوات تمكين أساسية في بناء الثقة مع أصحاب المصلحة وتقديم تجارب ذات أثر ملموس.
مخرجات وتوصيات
وتضمنت مخرجات الخلوة وضع تصور أولي لفرص التعاون بين مختلف القطاعات، بهدف تعزيز التكامل المؤسسي، وتفعيل الشراكات، وتحفيز المساهمات المؤثرة عبر إجراء عمليات قياس الأثر بشكل دوري، بما يسهم في ترسيخ موقع منصة «جود» كمرجعية أساسية للعطاء في دبي، ويعزز قدرتها على استقطاب المبادرات المجتمعية الرائدة، وتحقيق الأثر المستدام.
وتعكس هذه المخرجات النهج البنّاء والشامل الذي يتّسم به العمل الإنساني في الإمارة، وذلك عبر مشاركة نخبة من أصحاب القرار والخبراء والممارسين للعمل الإنساني والمجتمعي، بما ينسجم مع الرؤية الطموحة لقيادة دبي في بناء نموذج عالمي يُحتذى في إدارة العمل المجتمعي، وفق أرقى المعايير التنموية، بما يسهم في الارتقاء بجودة الحياة في الإمارة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
حصة بوحميد:
• ملتزمون بمواصلة جهودنا لتطوير خارطة طريق متكاملة لمنظومة العمل الإنساني في دبي.