في ظل انتشار الأجهزة الذكية في حياتنا اليومية، أصبح الوصول السريع إلى المعلومات والتواصل مع الآخرين أمرًا سهلًا. ولكن الخبراء يشير إلى التأثير السلبي لهذه الأجهزة على قدرتنا على التركيز والانتباه، حيث تشير الإشعارات المستمرة التي نتلقاها على الهواتف والتطبيقات إلى إحداث تشتت في الذهن. ويقارن الكاتب فرانسيس بوث بين عصرنا الحالي وبين “عصر الأسلاك”، حيث نكون مرتبطين بالأجهزة طوال الوقت سواء في العمل أو المنزل، مما يؤدي إلى اتباع سلوكيات غير واعية.
وترى المعالجة النفسية بريتاني هانت أن هذا الاستخدام المكثف للأجهزة الذكية يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات غير واعية مثل تفقد الهاتف دون سبب، وتشير إلى أن الحل يكمن في اتباع عادات ذكية تجاه الأجهزة الرقمية مثل إيقاف الإشعارات غير الضرورية وتقليل استخدام التطبيقات الترفيهية. وتحذر هانت من أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يمكن أن يؤثر على مستويات التوتر والقلق، ويفصلنا عن الحضور الكامل في علاقاتنا اليومية.
وللتغلب على هذا التأثير السلبي، توصي هانت بتخصيص مناطق في المنزل أو العمل تكون خالية من التكنولوجيا، مثل تجنب استخدام الهواتف الذكية بعد وقت محدد مساءً، والتزام بالمشاركة الاجتماعية خلال فترات الراحة. ومن خلال اتباع هذه الخطوات البسيطة، يمكن للأفراد استعادة السيطرة على حياتهم العقلية وتحسين قدرتهم على التركيز والابتعاد عن التشتت الذهني المستمر الذي تفرضه عليهم الأجهزة الذكية.
علاوة على ذلك، يمكن للأفراد اتباع استراتيجيات أخرى للتحكم في استخدامهم للأجهزة الذكية، مثل تقليل وقت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتحديد فترات زمنية محددة للتفاعل معها. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد الحفاظ على توازن صحي بين الاستخدام الرقمي والحياة اليومية الحقيقية، من خلال ممارسة الرياضة والقراءة والتفاعل الاجتماعي الحقيقي بدون وساطة تكنولوجية.
ومع التزايد المستمر في استخدام الأجهزة الذكية، يجب على الأفراد أن يكونوا حذرين وواعين لتأثيرها على حياتهم العقلية والاجتماعية. ويمكن لاعتماد سلوكيات ذكية تجاه الأجهزة الرقمية وتقنيات الحد من الاستخدام المفرط أن تساعد في الحفاظ على التوازن والتركيز والحضور الكامل في الحياة اليومية. وباعتبار التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا الحديثة، يجب على الأفراد أن يكونوا على استعداد للتكيف معها بشكل صحي ومتوازن.