تشير الأخبار الواردة عن الضربة الإيرانية على إسرائيل إلى عدم رغبة الولايات المتحدة في توسيع الحرب إقليمياً، وأن إيران اكتفت برد الاعتبار من خلال الضربة التي نفذتها. اللاعبون الرئيسيون، بما في ذلك جو بايدن وبنيامين نتنياهو، يبدو أنهما يستخدمان تصريحاتهم لإخفاء حقيقية الوضع وللحفاظ على استمرار الصراع دون تحقيق انتصار لأي طرف. الضربة على القنصلية الإيرانية في سوريا كانت تحركاً غير متوقع، لكنها أتاحت لإيران فرصة للرد بشكل شكلي من خلال إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.

التصريحات التي أعقبت الضربة تشير إلى تعهد الولايات المتحدة وبريطانيا بحماية إسرائيل، مما يبرز حقيقة أن اللعبة المعقدة لا تزال قائمة وتتضمن تحالفات سياسية وحرب نفسية. بايدن أكد أن أمريكا لن تشن هجومًا على إيران ولكن ستقدم دعمًا دفاعيًا لإسرائيل، بهدف إظهار انتصار لها بالرغم من عدم نجاح الهجوم الإيراني. السيناريو الراهن يستمر في إبقاء الأعداء في حالة توتر مستمر دون تحقيق انتصار واضح لأيٍ منهما.

في حال تورط أمريكا بشكل فعلي في حرب إقليمية، سيكون السيناريو مختلفًا تمامًا وقد يدفع ذلك روسيا للتدخل وليس شن حرب جديدة ولكن للمطالبة بنصيبها في اللعبة. إسرائيل تمهل نفسها قبل الرد على الضربة الإيرانية، بهدف عدم تصاعد التوترات بين الطرفين. تحتاج السيناريوات السياسية المعقدة إلى استراتيجيات توهم العالم بأنه تم السيطرة على الوضع دون توسيع دائرة الصراع.

نتنياهو يواصل تورطه في الصراع على السلطة داخل إسرائيل، معتمدًا على العناد والتحالفات السياسية لتحقيق مصالحه الشخصية. بايدن يبدو أنه الخاسر في هذه اللعبة، حيث يستخدم لتسويق نفسه كمناصر للصهيونية بدون توفير حلول واقعية للنزاع. الاستمرار في التصريحات الشكلية والضربات المحدودة يبدو أنها ستستمر لإبقاء الصراع حيًا دون حدوث تغيير جذري في سياسة المنطقة.

التلاعب بالتصريحات والأحداث المحدودة يُظهر كيف تُستخدم الصراعات الإقليمية لأغراض سياسية ولإظهار التفوق العسكري دون تحقيق حلول سلمية وعادلة. سفك دماء الشعب الفلسطيني كضحية تُعرض لأجل دعم اللعبة واستمرار الصراع دون تحقيق إنجازات حقيقية. انعدام الرغبة في التسوية السلمية والاستمرار في اللعب بأرواح الأبرياء يبرز عدم جدية اللاعبين الرئيسيين في إيجاد حلول عادلة للصراعات في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version