الخبير العسكري والاستراتيجي العميد إلياس حنا يعتبر أن اختيار حزب الله اللبناني لأمينه العام الجديد يدخل الحزب في مرحلة جديدة في حربه المستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي. ويربط حنا هذه المرحلة الجديدة بانتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا للحزب وباستعادة الحزب للتحكم والقتال في جنوب نهر الليطاني. ويرى أن هذا الانخفاض في تيرة الصواريخ المطلقة من حزب الله قد يكون مرتبطًا بالقدرة الاقتصادية للحزب أو بتحقيق الطيران الإسرائيلي تقدم في تقليل الإمكانيات الصاروخية للحزب، ولكن لا يستطيع حنا التأكيد على أحد هذين الاحتمالين.
وفيما يتعلق بالقدرة الصاروخية لحزب الله، يشير العميد حنا إلى أن الصواريخ التي تم استخدامها حتى الآن تم توجيهها إلى مناطق معينة في إسرائيل، وهو ما يكشف عن قوة ودقة هذه الصواريخ. ويوضح أن هناك صواريخ جديدة يجب أن تكون أكثر دقة ومدى، ومن المتوقع أن يكشف الحزب عنها في وقت لاحق. ويؤكد نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي أن الحزب لم يستخدم بالكامل قدرته الصاروخية، وأن لديهم ما يكفي من الصواريخ لتوجيه ضربات قوية إلى إسرائيل.
وفيما يتعلق بمسار المعارك في جنوب لبنان، يشير العميد حنا إلى ثلاث مناطق رئيسية هي عيتا الشعب ورميش وعيترون التي تحظى بأهمية كبيرة في التصعيد العسكري. ويشير إلى سعي الجيش الإسرائيلي لربط عيتا الشعب بعيترون والسيطرة على الطيبة، والتقدم نحو منطقة الخيام الذي كانت تحظى بخصوصية خلال الفترة من عام 1985 حتى عام 2000. وتشير التقارير إلى دخول عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية إلى تلة قرب بلدة الخيام، وهي أبعد نقطة تصل إليها القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، مع استمرار حزب الله في استهداف تجمعات الجنود الإسرائيليين عن طريق الصواريخ والقذائف المدفعية.
وبالرغم من استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لخمس فرق في جنوب لبنان، إلا أنه لم يتقدم على الخط الأزرق بالدبابات أو الآليات أو القوات الخاصة، ويتابع الجيش الإسرائيلي محاولات تقدمه في المنطقة. ويرصد مقاتلو حزب الله أي أي آليات تدخل داخل الخط الأزرق، ويستهدفونها على الفور. وتظل الأوضاع في جنوب لبنان متوترة، مع استمرار المعارك والصراعات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي المتمركز على الحدود.