قال العقيد حاتم كريم الفلاحي، الخبير العسكري، إن الجيش الإسرائيلي يخطط لشن محرقة في شمال قطاع غزة، حيث تم اجبار النساء والأطفال على النزوح جنوبا واعتقال الرجال عبر الحواجز العسكرية. يأتي هذا في ظل خطة تنفذها القوات الإسرائيلية لتفريغ هذه المناطق من السكان وتدمير منازلهم، وذلك في إطار ما يعرف بـ”خطة الجنرالات”، حيث يعتبر المتبقين في شمال القطاع مسلحين من وجهة نظر القوات الإسرائيلية وسيتم استخدام قنابل غير تقليدية لتدمير هذه المناطق على من يبقى من السكان.
منذ 6 أكتوبر الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في شمال قطاع غزة، حيث أطبق حصارا على منطقة جباليا ومنع الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة. تم أمرهم بالنزوح فقط عبر شارع صلاح الدين الممتد على طول شرقي القطاع من شماله إلى جنوبه. هذه الخطة العسكرية ممنهجة ومتعمدة لتدمير المنازل وتهجير السكان قسرا، كما تشير تقارير صحفية إلى استخدام إسرائيل لبراميل متفجرة في هذه المناطق ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليها.
في 7 أكتوبر 2023، نفذت كتائب القسام الهجوم على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة، وقتلت مئات الجنود الإسرائيليين وأسرت العديد منهم. هذا الهجوم قادته حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقد أطلقت العديد من الأسرى خلال هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر الماضي. وقد ارتبطت سياسة الاحتلال في شمال القطاع بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي حول خطط لإنشاء محور يشبه نتساريم في مناطق أخرى من القطاع، مما يؤكد عزل الجيش الإسرائيلي شمال القطاع بهدف تحويلها إلى منطقة عسكرية تابعة له.
تحدث مصدر قيادي للجزيرة بعد 12 يومًا من العملية العسكرية عن دمار يطال أحياء بمخيم جباليا، حيث يعيد نشر القوات الإسرائيلية لإكمال التدمير ونسف المنازل. يعتبر المصدر أن الهدف من العملية شمال غزة ومخيم جباليا ليس عسكريًا بل هو تدمير المنازل لتهجير السكان. وبناء على ذلك، يعتقد الخبير العسكري أن الجيش الإسرائيلي يسعى لتحويل هذه المناطق إلى مناطق عسكرية مغلقة يمكنه السيطرة عليها وإدارتها بفعالية.
في ظل هذه الأوضاع، يتوجب على المجتمع الدولي التدخل والضغط على إسرائيل لوقف جرائمها وانتهاكاتها الجسيمة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. ويجب على الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة مواصلة صمودهم والنضال من أجل حقوقهم وكرامتهم، بما في ذلك حق العودة وإنهاء الاحتلال، من خلال التضامن الدولي والعمل المشترك لوقف المحرقة التي يخطط لها الاحتلال في شمال قطاع غزة.