أشار الخبير العسكري اللبناني العميد إلياس حنا إلى أن استهداف الجولان السوري المحتل بمسيّرة أطلقت من العراق يأتي في إطار التصعيد الأفقي و”وحدة الساحات” بالمنطقة. وأوضح حنا أن الجولان المحتل لم يتعرض لاستهداف بمسيّرة من قبل، بينما تم استخدام مسيّرات في الهجمات السابقة على تل أبيب وإيلات وغور الأردن من اليمن والعراق. وأشار إلى أن المسيّرات التي أطلقت من العراق تأتي في إطار استهداف إسرائيل، بالإضافة إلى خطابات وتهديدات من الحرس الثوري الإيراني وزيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بيروت.
وأكد حنا أن الخطابات والتهديدات الإيرانية تحمل رسائل تؤكد أن إيران لا تزال موجودة في لبنان وتعتبره بلدًا ذا أهمية بالنسبة للمشروع الإقليمي الإيراني. ورأى أيضًا أن الوضع في العراق مختلف بالنسبة للحسابات الإيرانية والأميركية، مما يسمح لإيران بالتحرك بحرية. وأشار إلى أن تحركات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهدف إلى التصدي لهذه الضبابية والحيلولة دون تقدم إيران. وأكد على أن العالم بأسره يعاني من خطر المسيّرات، حيث إن الدفاعات الجوية لا تستطيع التعامل معها بنفس الكفاءة المتوقعة في التعامل مع الصواريخ الباليستية.
وذكر الجيش الإسرائيلي عن مقتل جنديين وإصابة 25 آخرين، اثنان منهم في حالة خطيرة، جراء هجوم من مسيّرة أطلقت من العراق باتجاه شمال الجولان المحتل. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية فشلت في رصد المسيّرة وتنبيه المنطقة، بينما أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلى أن الجنديين قتلا نتيجة تفجير المسيّرة. وأشار العميد حنا إلى أن هذا الاستهداف يأتي في إطار تصاعد التوترات في المنطقة ومحاولة إيران إظهار تواجدها ونفوذها في لبنان وسوريا والعراق.
وأخيرًا، أشار العميد حنا إلى أن العالم بأسره يواجه تهديدًا متزايدًا من المسيّرات، وأن التصدي لهذا التهديد يتطلب جهودًا مشتركة من الدول والمجتمع الدولي. كما أعرب عن قناعته بأن الردع والتحلي بالحذر واليقظة هي السبيل الوحيد للتصدي لهذا التهديد المتزايد والمستمر. ودعا إلى تعزيز التعاون بين الدول المتضررة من هذا التهديد لضمان حماية السلام والأمن الإقليمي والعالمي. وأكد على أهمية مواصلة التحركات الدبلوماسية والعسكرية للتصدي للتنظيمات والجماعات المتطرفة التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة والمتطورة في شن هجماتها.