في ظل توجه عالمي متسارع نحو اقتصاد المعرفة والتحول الرقمي، تبرز السعودية كقوة صاعدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مستندة إلى رؤية 2030 الطموحة.

وأكد خبيران لـ«عكاظ»، أن السعودية أصبحت لاعباً محورياً في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، بفضل استراتيجياتها الوطنية الطموحة، واستثماراتها الضخمة، وشراكاتها مع أبرز الشركات التقنية حول العالم، وأن المملكة لا تسعى فقط إلى تبني التقنية، بل إلى قيادتها وتشكيل مستقبلها.

وأوضح الخبير في الذكاء الاصطناعي عبدالمحسن الجعيثن، القادم من وادي السيليكون بسان فرانسيسكو، أن السعودية وضعت لها مكانة متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، مدعومة برؤية 2030 لتحقيق اقتصاد قائم على المعرفة، إذ تحتل المملكة المرتبة الـ14 عالمياً في مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي (2025)، متصدرة الشرق الأوسط بفضل استراتيجيات حكومية متطورة، بنية تحتية قوية، وتنمية المواهب، وفقاً لتقرير معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي 2025. وقال: إنه من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بما يتراوح بين 135,2 و235,2 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030؛ أي ما يصل إلى 12.4% من الإجمالي، وهي واحدة من أعلى النسب في المنطقة. تشمل المبادرات الرائدة مشروع Transcendence بقيمة 100 مليار دولار، الذي يهدف إلى إنشاء نظام بيئي شامل للذكاء الاصطناعي عبر مراكز بيانات متقدمة ودعم الشركات الناشئة.

وأضاف: إن المملكة أبرمت شراكات استراتيجية مع عمالقة التكنولوجيا مثل «جوجل»، التي أطلقت مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، وGroq، وSambaNova (استثمار 140 مليون دولار في البنية التحتية)، وأرامكو الرقمية (1,5 مليار دولار للحوسبة السحابية). وفي مؤتمر ليب 2025، أُعلن عن استثمارات بقيمة 14,9 مليار دولار لتعزيز الذكاء الاصطناعي.

وأشار الجعيثن إلى أن المملكة تحتل المرتبة السادسة عالمياً في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية 2024، مستفيدة من الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات العامة.

وأضاف: إن السعودية تتصدر العالم في تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي (ستانفورد 2024)، مع برامج مثل Elevate لتدريب 25,000 امرأة بحلول 2030، وتسعى المملكة لتأهيل 20,000 متخصص في الذكاء الاصطناعي والبيانات، مدعومة ببرامج أكاديمية في جامعات مثل جامعة الملك سعود، التي تقدم الماجستير في الذكاء الاصطناعي.

وعن جهود المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي ودعمها لهذا المجال، أكد أستاذ مساعد هندسة النظم الصناعية الدكتور سرحان السعيد، سعي المملكة، ضمن رؤية 2030، إلى تعزيز موقعها العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال استراتيجية وطنية متكاملة. أولت من خلال بناء القدرات الوطنية بأكثر من 326 فعالية تشمل معسكرات، وبرامج، وورش عمل، ودورات تدريبية، وندوات، وهاكاثونات، وأولمبيادات استفاد منها 20 ألف متخصص، والوصول إلى أكثر من 590 ألف مستفيد ومستفيدة من أبناء وبنات الوطن. وأوضح أن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) تقود الجهود بإنشاء 245 مكتباً لإدارة البيانات في الجهات الحكومية لتمكين رحلة التحول للذكاء الاصطناعي، حيث يتوقع أن تؤتمت ٧٠٪ من الأعمال الروتينية التي يؤديها المديرون حالياً قبل نهاية هذا العقد، وتدخل حقبة الذكاء الاصطناعي العام آخر العقد القادم.

ولفت السعيد إلى أن العديد من الجهات تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال عشرات الخدمات السحابية ومئات الخدمات الإلكترونية وآلاف منظومات البيانات المفتوحة للوصول إالى ملايين المستخدمين، وتحقيق وفورات وإيرادات تتجاوز ٥٠ ملياراً.

أما ما يخص منظومة الريادة، فقد أوجدت مبادرات لدعم مئات المنشآت الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب حاضنات تدعم تحويل الأفكار المبتكرة إلى حلول تجارية بمحافظ تمويلية مليونية لتعزيز منظومة العمل الريادي والابتكاري في مجالات الذكاء الاصطناعي لإحداث حراك مجتمعي ونظمي، لتبني ممارسات ونماذج أعمال الذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.