تمكنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- من إعادة بناء نفسها بشكل كبير بعد عام من الحرب مما دفع جيش الاحتلال إلى شن عمليات جديدة في شمال قطاع غزة. أصدرت قوات الاحتلال أوامر إخلاء في بيت لاهيا وجباليا لمنع المقاومة من استعادة سيطرتها وتهجير السكان. قامت القسام بقصف تل أبيب برشقة من الصواريخ في تحدٍ للعمليات الإسرائيلية.
على الرغم من تعرض القسام لخسائر كبيرة خلال الحرب، استطاعت إعادة تشكيل القوات وتجنيد مقاتلين جدد رغم تقليص عدد الكتائب. تعتمد المقاومة على الهندسة العكسية لاستخدام مخلفات الحرب الإسرائيلية في تأمين الذخائر. تهدف العمليات الإسرائيلية في الشمال إلى تهجير السكان واستعادة الأرض ومنع قوات القسام من استعادة تماسكها.
من جهته، أكد اللواء فايز الدويري أن إسرائيل فشلت في القضاء على حماس بعد عام من الحرب حيث لا تزال المقاومة تطلق الصواريخ وتستهدف القوات الإسرائيلية. يمكن للقسام إعادة استخدام القنابل الإسرائيلية التي لم تنفجر بسهولة، وهو ما يمكنها من مواصلة الصمود والمقاومة. تمكنت حماس من التأقلم مع المعركة وتطوير أسلحتها وتكتيكاتها بشكل ملحوظ.
يسعى الاحتلال الإسرائيلي من خلال عملياته في الشمال لجمع مزيد من المعلومات عن تحركات المقاومة وقدراتها. يتمتع القسام بمنظومة أسلحة تمكنها من مواجهة جيش الاحتلال بفعالية واحترافية. يتضح ذلك في قدرة القسام على استهداف آليات الاحتلال بنجاح وتكتيكيتها المتطورة.
يتوقع الخبير العسكري العميد إلياس حنا استمرار الاحتلال في شن عمليات متقطعة لمنع القسام من استعادة تنظيمها بشكل كامل ولتوفير القدرة على دخول غزة مستقبلا. بينما تواصل المقاومة الاعتماد على الاستنزاف والاقتصاد في استخدام القوة وتحقيق الانتصار بعدم الهزيمة. تعتبر غزة منطقة صمدت بنجاح في وجه الاحتلال بسبب عمقها الاستراتيجي واستخدامها الأسلحة التكتيكية بشكل فعال في المعركة.