تناولت الصحافة الفرنسية خبرًا حول الاتفاقية الدفاعية بين روسيا وكوريا الشمالية، التي قد تشمل نشر ما يصل إلى 10 آلاف جندي كوري شمالي في أوكرانيا، وأكدت أنه من غير المرجح أن تؤدي إلى تصعيد عسكري عالمي، ولكنها قد تهدد الاستقرار الإقليمي في منطقة آسيا والمحيط الهادي، خاصة مع تصاعد المواجهات مع الغرب. باسكال دايز-بيرغون، المتخصص في شؤون كوريا، أكد أن كوريا الشمالية ليست تهديدًا حقيقيًا للسلام العالمي نظرًا لأن ميزانيتها العسكرية أقل بكثير من كوريا الجنوبية.

من جانبها، أشارت ماري دومولين من المركز الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى أن إرسال جنود كوريين شماليين إلى أوكرانيا لن يحدث فارقًا كبيرًا من الناحية العملياتية، لكن موسكو قد تستفيد من “بند التضامن” لدعم كوريا الشمالية في حال تصاعدت التوترات مع كوريا الجنوبية. الرئيس الأوكراني أعلن أن القوات الكورية الشمالية قد تشارك في القتال ضده يوم الأحد، مما يثير مخاوف من تصعيد جديد في الحرب.

صوت مجلس النواب الروسي لصالح تصديق معاهدة شراكة دفاعية استراتيجية مع كوريا الشمالية، مما ينص على “المساعدة المتبادلة” في حال وقوع عدوان. العديد من الخبراء يشككون في انخراط قوى عسكرية كبرى مثل الصين وإيران في حرب مباشرة على الجبهة الأوكرانية. تركز الصين على تايوان وإيران على الشرق الأوسط، وقد تكون هذه القوى غير مستعدة للمشاركة بشكل مباشر في النزاع.

تعتبر الشراكة بين روسيا وكوريا الشمالية وسيلة لإظهار أنهما ليستا معزولتين على الساحة الدولية، وربما تكون هناك تسعير قد تسعى إليه الثلاثي (روسيا، الصين، وإيران) لتعزيز التعاون العسكري التقني بينهم. من المحتمل أن تؤدي هذه التطورات إلى تحولات في التوازن الأمني في شبه الجزيرة الكورية، مما يثير مخاوف للدول الغربية.

روسيا قد تسعى لاستعادة مفهوم “الحرب الباردة الجديدة” عبر تشكيل جبهة من الدول غير المنحازة أو مناهضة للغرب. الصين تتبنى موقفًا حياديًا نسبيًا تجاه التحالفات العسكرية بين روسيا وكوريا الشمالية، وقد ترحب بتعزيز التعاون العسكري معهما في آسيا. من الممكن أن تكون الصين قلقة من أن يقوض التقارب الكوري الشمالي-الروسي نفوذها في كوريا الشمالية، ويحفز الولايات المتحدة على تعزيز التحالفات العسكرية في المنطقة.

يثير التصعيد العسكري المحتمل في آسيا تساؤلات عن استقرار الإقليم وتحفز الغرب على تعزيز قواته وتحالفاته في المنطقة. من المهم متابعة التطورات الجارية عن كثب وضمان عدم تفاقم الأوضاع الحالية، حيث يبدو أن العلاقات الدولية تتجه نحو زمن جديد من التوتر والتحديات.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.