ارتفعت حوادث معاداة الإسلام وكراهية المسلمين في بريطانيا إلى أعلى مستوى لها في أكثر من عقد من الزمن، وفقا لمنظمة تراقب مثل هذه الحوادث. وقد سجلت منظمة “قياس الهجمات ضد المسلمين” ما يقارب من 4971 حادثة كراهية وتمييز ضد المسلمين خلال العام الماضي، حيث بلغت نسبة السلوك المسيء 63%، بينما بلغت نسبة السلوك التهديدي 27% من هذه الحوادث، وتركزت معظمها في مناطق مثل لندن والشمال الغربي ويوركشاير وميدلاندز.
تعيش أعداد كبيرة من الجاليات المسلمة في بريطانيا حالة من القلق والخوف نتيجة للخطاب التحريضي ضدهم عبر وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة، ومن قِبل بعض السياسيين والمسؤولين، خاصة بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقد سجل مجلس مسلمي بريطانيا ارتفاعا غير مسبوق لجرائم الكراهية ضد المسلمين، محذرا من تصاعد الوضع وتفاقمه.
وأكد المجلس أن نسبة الاعتداءات بدافع كراهية المسلمين قد ارتفعت بنسبة تصل إلى 140% خلال أكتوبر الماضي، وتركزت معظم هذه الهجمات في العاصمة لندن. ومن بين الحوادث الخطيرة التي سجلها المجلس، الهجوم على مسجد في مدينة أكسفورد، بالإضافة إلى هجوم عنيف على سيدة ترتدي الحجاب وإلقاء الخمر على مجموعة من المسلمين كانوا يصلون بعد مشاركتهم في مسيرة للتضامن مع فلسطين.
ووفقا لبيانات وزارة الداخلية البريطانية، فإن المسلمين يشكلون نسبة كبيرة من ضحايا الاعتداءات بسبب الكراهية الدينية، وهو ما يجعلهم الأكثر تعرضا لهذه الجرائم. وأشار مجلس مسلمي بريطانيا إلى أن الأقلية المسلمة باتت الحلقة الأضعف في مواجهة جرائم الكراهية، ما يثير قلقا بشأن جدية التعامل مع الشكاوى التي يتقدم بها الضحايا.
ويشير مكتب الإحصاء البريطاني إلى أن عدد المسلمين في إنجلترا وويلز قد ارتفع بشكل كبير خلال العقد الأخير، حيث وصل عدد السكان المسلمين إلى حوالي 3.9 مليون عام 2021، وتتركز وجودهم في بريطانيا في 5 مدن رئيسية، ويوجد أكثر من 250 مسجدا في جميع أنحاء المملكة المتحدة.