يبدو أن حزب الله اضطر إلى اللعب بورقته الأخيرة في الحرب التي دفع نفسه ولبنان إلى دخولها، وهي ورقة الميدان التي من المحتمل أن لا تُعيد له التوازن بعد الاختلال الذي تعرض له منذ زلزال عام ٢٠٢٤. إسرائيل تستعد لهجمات محتملة تستهدف تضعيف حزب الله، وقدرته على الدفاع، بينما يستعد الحزب نفسه للمعركة الأخيرة بمعونة من نائب الأمين العام نعيم قاسم الذي يحاول تحشيد الدعم الشيعي حوله.

من الواضح أن إسرائيل لن تعطي حزب الله فرصة للتعافي أو التنفس، وتستعد لتحقيق هدفين معلنين، وهما إبعاد الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني وإعادة سكان الشمال. وبعد اغتيال الأمين العام حسن نصرالله، تبدو إسرائيل معتقدة بأنها على الطريق الصحيح نحو النصر، من خلال تدمير جزء كبير من ترسانة حزب الله وتشتيت البيئة الشيعية.

الحرب الميدانية لم تنطلق بعد، لكن التوتر يُزيد من حدة الأوضاع على الأرض. إسرائيل نجحت في تكوين تحالفات إقليمية ودولية تدعمها في تحقيق أهدافها، وهذا دفعها إلى فرض شروط تشمل إقامة منطقة عازلة خالية من القوات الدولية، ونزع سلاح حزب الله، وقطع إمداداته عبر سوريا.

تتبلور النظرة الإقليمية بشكل متزايد حول مستقبل لبنان المرتبط بضعف قوة حزب الله العسكرية وزيادة دور القوى الأخرى في البلاد، وهذا من شأنه أن يغير الديناميات داخل لبنان وخارجه. البيت الأبيض يبدو أنه يسعى إلى الاستفادة من العملية الإسرائيلية للضغط من أجل انتخاب رئيس جديد في لبنان.

التصعيد الحالي يتطلب التفاهم بين الأطراف المتصارعة، ومن المتوقع أن تستمر الحروب والصفقات قبل أن يظهر المنتصر. قد تحمل المنطقة العديد من المفاجآت حسب المصالح الدولية وتقلبات الأوضاع على الأرض. نحن أمام حرب طويلة ومدمرة قد تغير مسار التاريخ في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.