تشير التقارير إلى انخفاض عدد الرشقات الصاروخية من حزب الله نحو إسرائيل، مما يثير عدة احتمالات، بدءًا من نفاد مخزون الحزب جراء الهجمات على مستودعاته والعقبة البنيوية بعد اغتيال قادته إلى إمكانية استعداد الحزب لحرب استنزاف طويلة. وتقول بعض المصادر إن حزب الله يمتلك مخزونا كبيرا من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ دقيقة لم تُستخدم بعد، ويعمل المقاتلون بمرونة وفقًا لقدرات الجبهة بتوجيه من القيادة الجديدة. يُشير السيناريو الى محاولة الجماعة خوض حرب استنزاف والاعتماد على الشبكة الهاتفية الأرضية.

وفي سياق آخر، تلوح عواقب اقتصادية كبيرة لإسرائيل، حيث تجاوزت الخسائر 67 مليار دولار وتم خفض تصنيف الائتمان السيادي للبلاد. كما يُواجه العامل البشري ضغطًا كبيرًا من المجتمع الإسرائيلي نتيجة لعدم تحقيق تقدم في ملف الرهائن وازدياد عدد الجنود الذين فقدوا حياتهم. كما يرى الجنرال الإسرائيلي إسحاق بريك أن إسرائيل قد تنهار في غضون عام ما لم يتم التوصل إلى حلول عسكرية أو سياسية بخصوص حماس وحزب الله.

من ناحية أخرى، تتنبأ التقارير بتبعات وخيمة لغزة وحزب الله في حال تعرضا لخسائر في حالة تواصل الحروب الاستنزافية ضدهما. يُطرح السؤال عن قدرة غزة على تحمل خسائر بالآلاف ونقص في الموارد، كما يتعين على حزب الله تقبل فكرة توغل بري إسرائيلي في جنوب لبنان، خصوصًا بتفريغ القرى الجنوبية من سكانها وتأملهم في التوغل في بيروت. يُشير البعض إلى إمكانية حزب الله جلب صواريخ إضافية عبر سوريا في ظل التحركات الجديدة لنظام الأسد.

وختامًا، تُعد الخسائر التي تتكبدها إسرائيل مبررة في سبيل تحييد خطر حماس وحزب الله، حتى وإن كانت بعض الأهداف غير متاحة للاستهداف كالنووي الإيراني أو المقرات النفطية في إيران. وتظل الأمور غير سهلة المنال حيث يتوجب النظر في التبعات الاقتصادية والبشرية لإسرائيل والأطراف الأخرى المشتركة في التوترات الإقليمية. يتوجب التفكير بحلول عسكرية وسياسية تحقق الاستقرار للمنطقة وتقلّص من تهديدات الحروب الاستنزافية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.