في ظل تنامي إصدارات كُتاب ونشر الأعمال الأدبية، تأثرت بعض فئات الكتاب والأدباء بالصمت، سواء بسبب قرار شخصي أو ظروف خاصة، أو رغبة في تجنب التكرار ونقص الأفكار، أو عجز عن تجاوز الذات، أو احتجاج على الواقع الثقافي المتدهور. بعضهم اختار العزلة لحماية ذائقته الأدبية ومشاريعه، حيث يعتقد البعض أن الإبداع ليس مقيدًا بعمر معين بل يعتمد على ارادة الكاتب نفسه.

توقفت الكاتبة زكيّة العتيبي عن الكتابة لمدة عشر سنوات، وأعتقدت أنها لم تعد صالحة للكتابة، لكن عودتها للقراءة والتجربة أعادت لها لياقتها وإلهامها. من جهته، اعتبر الكاتب نصر المجالي أن الكتابة في الوقت الحالي تواجه تحديات كبيرة نتيجة الفوضى الثقافية والمعرفية في المجتمع العربي. وأشار إلى أن الكتابة قد تصل إلى سن اليأس نتيجة العوامل الخارجية التي تؤثر على الكاتب وتسبب في توقفه عن الكتابة.

من جانبه، أكد الناقد عبدالواحد اليحيائي أن اليأس من الكتابة يرتبط بانقطاع الكتابة الإبداعية أو المرشدة أو الجديدة. وقد يحدث اليأس حين يصاب الكاتب بمشاكل جسدية أو نفسية تعترض طريقه، أو عندما يعجز عن إيجاد أفكار جديدة أو يفقد الثقة في قرائه. ويرى اليحيائي أن الكتابة تستدعي الاستمرارية في البحث والتطوير والتجربة.

من ناحية أخرى، يرى المفكر شاهر أحمد نصر أن الكتابة هي عمل هادف لا يشيخ مثل القراءة، وأنها تعتبر ضرورة لحفظ اللغة والثقافة والعلم. ويعتبر الكتاب الإبداعي كحفرة تبحث عن الذهب، حيث ينبغي على الكاتب الإبداعي أن يعيش ويقرأ ويتفاعل مع المعرفة ليستطيع التعبير عن ذواته من خلال كتاباته.

بالنهاية، تبين أن الكتابة هي فعل حي يتأثر بمختلف العوامل المحيطة والداخلية التي تؤثر على الكاتب وتجعله يتوقف أو يواجه تحديات. وبمرور الزمن، يمكن للكتاب الوصول إلى سن اليأس في الكتابة نتيجة تغيرات وتحولات تمر بها حياتهم وعوامل خارجية تؤثر على إلهامهم وقدرتهم على التعبير. ومع ذلك، يبقى الجهد والتحديث والتجربة أساسًا للحفاظ على الإبداع وعدم الوقوف عند سن اليأس في الكتابة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version